مع كل إشراقة شمس يوم جديد. نشهد مغامرة أو شيئاً جديداً تقوم به تركيا هنا أو هناك. فمن اعتداء صارخ على حدود سوريا والعراق ضد الأكراد إلى تدخل في ليبيا.
وانتهاء لدعم ومساندة قيام بعض قيادات الإخوان لإعداد مخطط يستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى في جمهورية مصر العربية.
وذلك وفقاً لما حدث مؤخراً، حيث أوقفت أجهزة الأمن المصرية ستة أشخاص بتهمة السعي لإثارة الفوضى بالتزامن مع الذكرى التاسعة لحراك 25 يناير.
بحسب ما أكدته وزارة الداخلية المصرية حينما أعلنت عن رصدها إعداد قيادات تنظيم الإخوان الهاربة بتركيا مخططاً يستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى بالبلاد وهدم مقدراتها الاقتصادية بالتزامن مع ذكرى 25 يناير!
بالإضافة إلى أن التنظيم كلف عناصره بالداخل لتنفيذ المخطط من خلال العمل على إثارة الشارع المصري عبر تكثيف الدعوات التحريضية والترويج للشائعات والأخبار المغلوطة والمفبركة لمحاولة تشويه مؤسسات الدولة!
كما أشار بيان وزارة الداخلية إلى أن التنظيم قام في سبيل ذلك باستحداث كيانات إلكترونية تحت مسمى (الحركة الشعبية – الجوكر).
ارتكزت على إنشاء صفحات إلكترونية مفتوحة على موقع فيسبوك لاستقطاب وفرز العناصر المتأثرة بتلك الدعوات يعقبها ضمهم إلى مجموعات سرية مغلقة على تطبيق تلغرام تتولى كل منها أدواراً محددة تستهدف تنظيم التظاهرات وإثارة الشغب وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات العامة والقيام بعمليات تخريبية ضد منشآت الدولة المصرية.
كما أشار بيان الداخلية المصرية إلى تكليفهم لحركة حسم المسلحة التابعة للتنظيم بالتخطيط والإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية تمهيداً لارتكاب عمليات تستهدف شخصيات ومنشآت هامة ودور العبادة المختلفة بالتزامن مع ذكرى مناسبة 25 يناير.
لافتاً إلى قيام بعض عنـاصر الحركــة في إطــار تنفيذ هــذا المخطط باستهداف اثنين من الخفراء النظاميين وأحد المواطنين (تصادف وجوده بمكان الحادث) بقرية كفر حصافة مركز طوخ بمحافظة القليوبية بتاريخ 11 نوفمبر الماضي مما أدى إلى مقتلهم.
وحسب البيان، أمكن تحديد القائمين على إدارة هذا المخطط والمتواجدين في تركيا وعددهم سبعة أفراد مطلوب ضبطهم.
ووفق البيان أسفرت جهود المتابعة عن تحديد المجموعات الإلكترونية التي تضطلع بعمليات الاستقطاب والإعداد للقيام بأعمال الشغب وتخريب منشآت الدولة.
هذا بالإضافة إلى العديد من عناصر الدعم والمساندة من الدولة التركية. كل هذا في سبيل زعزعة أمن وأمان جمهورية مصر انطلاقاً من أذرع إخوانية تابعة وتخضع لإمرة الدولة التركية!...
إن كل ما يحدث في المنطقة يتم على يد راعية الإرهاب إذا ما جاز لنا التعبير ومصدره من تلك الدولة التركية. التي تتظاهر عكس ما تبدي أمام وخلف الآخرين. فهي تبدي حرصها على القرب من الشعوب العربية من خلال سلسلة من التسهيلات السياحية لدخول العرب إليها.
وفي نفس الوقت تعيث فساداً من خلال أذرعها ومؤيديها من الإخوان وغيرهم أيضاً فلا يقتصر أذرع الدولة التركية على الإخوان.
فهي تدعم وتساند كل من يحقق لها أهدافها وغاياتها التخريبية برئاسة زعيمها أردوغان الذي يسعى إلى تدمير الدول العربية التي لا تسير وفق هواه ورغباته الحقيقية المتمثلة في حلم السيطرة وإعادة النفوذ العثماني من غابر القرون الماضية.
والغريب في الأمر هنا بأن هناك بعض المؤيدين في الوطن العربي لهذا الرئيس التركي الذي تمتلئ حياته السياسية وغير السياسية بالكثير من غرائب التصرفات والأمور التي يقوم بها..
إن الجماعات من العرب المؤيدة لأردوغان مطالبة بإعادة النظر وتقييم موقف تأييدها له وذلك على أساس أو مرتكز واحد فقط لا غير هو كيف يمكننا أن نفسر عدم توقفه عن مهاجمة وانتقاد العدو الصهيوني جهاراً ونهاراً في موقف يمكن أن يظن منه لأول وهلة بأنه الزعيم الأوحد في مواجهة هذا العدو!
في نفس الوقت الذي يحتفظ بعلاقات دبلوماسية كاملة مع هذا العدو. ولدولته الكثير من التعاون والتنسيق. معه على الرغم مما نسمعه على لسانه!
إن الدعم والمساندة لتنظيم الإخوان أينما كان هو جريمة كبرى في حق الأمة العربية والإسلامية فهذا التنظيم على مدى عقود من السنوات العديدة لم يلحق بالعدو الصهيوني أي أذى بل تركز أذاه على العرب والمسلمين بالدرجة الأولى. والله الموفق.
* كاتب كويتي