إن من أهم المهارات التي يجب أن تتوافر اليوم في العديد من الموظفين مهارة اتخاذ القرار، لا سيما عند أصحاب القرار من المديرين ورؤساء الأقسام، وهؤلاء هم الأولى بهذه المهارة لما تتطلبه وظائفهم من سرعة وجرأة في اتخاذ قرارات قد تكون مصيرية في بعض الأحيان، ولكن ما الطريقة التي نتخذ فيها القرار الصحيح بنسبة كبيرة من غير الوقوع في الخطأ، بحيث نكون متأكدين من أننا في الطريق الصحيح.

أولاً: رصد المشكلة أو الموضوع رصداً حقيقياً من جميع الجوانب: إن رصد الموضوع الذي يتطلب القرار الحاسم من كل جوانبه يكفل لنا بنسبة عالية أن نتخذ القرار الصائب، وهنا ندعو القارئ إلى أن يصف المشكلة بكل تفاصيلها على ورقة، ويكتب كل الملاحظات، ويسجل جميع الأحداث التي سبقت المشكلة، فكلما كانت الصورة أوضح في ذهن متخذ القرار كان إلى الصواب أقرب.

ثانياً: جمع جميع البيانات والمعلومات المطلوبة: بعض المعضلات الإدارية تتطلب العلم بجوانب أخرى كالجوانب القانونية مثلاً لمشكلة في العمل، أو قد يكون الموضوع الذي نريد أن ننجزه مرتبطاً بمؤسسات أو هيئات أخرى لذا وجب أن نعرف جميع التفاصيل قبل أن نتخذ القرار، حتى لو استلزم الأمر أن تكون هناك اجتماعات سواء داخل المؤسسة أو مع جهات خارجية، وبذلك تتجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى الخسائر المادية أو الإجراءات التي تضيع الوقت.

ثالثاً: اتخاذ القرار بقلب قوي: وبعد الإحاطة بجميع الجوانب يتم اتخاذ القرار بجرأة بعد أن نضع جميع السيناريوهات التي قد تحدث بعد اتخاذه، سواء بالسلب أو الإيجاب، وذلك لكي نكون مستعدين في حال استجد أي أمر بعد اتخاذ القرار ونكون مستعدين لتغيير الخطة أو الإقدام على أمر جديد أو التراجع عن أي إجراء سابق، وكل ما تم ذكره في النقاط الثلاث كفيل بأن يكون القرار صحيحاً ومدروساً وأقرب للنجاح.

رابعاً: المراجعة واستشارة صغار الموظفين: إن القرارات الحاسمة تتطلب المراجعة ما بين فترة وأخرى، وهنا قد تكون المعلومات التي ستأخذها من صغار الموظفين ممن عملوا على تنفيذ هذا القرار ستكون معلوماتهم مفيدة للغاية، لأنهم في الصف الأول والأدرى بمزايا وعيوب القرار المتخذ، ولذا من الحكمة استشارة هذه الشريحة التي ستكون معلوماتها دقيقة أكثر من رؤساء الأقسام والمديرين في بعض الأحيان.

* كاتبة إماراتية