ليس الفيروس الصغير المستجد وحده سبب فشل الرئيس التركي أردوغان داخلياً وخارجياً، إنما تراكمت الأسباب كلها فوق بعضها البعض لتصدر لأردوغان شهادة دولية بأنه فاشل بامتياز.
داخلياً، تابعنا مبادرة تركية تدعى «عندك خبر؟» والتي أسسها الصحافيون الأتراك للدفاع عن الزملاء المعتقلين في سجون أردوغان، وتضمنت حملة للضغط على السلطات، من أجل الإفراج الفوري عن المعتقلين في ظل تفشى وباء «كورونا» الجديد في تركيا، فتم في المبادرة إطلاق فيديو يحمل عنوان «ظلم في زمن الكورونا» تحدث فيه الصحافيون عن الحقائق على الرغم من الضغوط التي يتعرضون لها منذ سنوات، ورغم عذابات الاعتقال، والآن هم موجودون خلف القضبان الحديدية تحت تهديد «الكورونا»، وبينما يشارك أردوغان في مسرحية «التصفيق من شرفات المنازل»، للتخفيف من حدة الغضب التركي على سياساته المتناقضة، فينشر مقطع فيديو عبر حسابه على «تويتر»، يظهر فيه وهو يصفق برفقة عقيلته من شرفة منزلهما رداً على فيديو الصحافيين المعتقلين، تؤكد تقارير صحفية أن الرئيس التركي أردوغان مجرد فاسد، حيث قام بإلقاء المشتبه في إصابتهم بفيروس «كورونا» في حظائر الحجر الصحي بلا طعام أو نظافة، وقد نقلت صحيفة «يني تشاغ» التركية، شكوى المحتجزين بالحجر الصحي بإحدى المدن الجامعية بالعاصمة التركية أنقرة، بسبب سوء الأوضاع في أماكن العزل، وعدم اهتمام المسؤولين عنها بالنظافة أو تقديم وجبات غذائية منتظمة وصحية،قبل يومين، يكشف موقع «المونيتور» الأمريكي، أسباب أخرى لفشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التأثير على أوروبا والضغط بورقة اللاجئين السوريين، ويقول الموقع «إن عملية إرسال تركيا للاجئين إلى اليونان قد انتهت ضمنياً مع انتهاء تهديدات أردوغان لأوروبا»، ما يعني أن كل الاضطرابات التي حدثت على الحدود كانت تحت سيطرة الدولة التركية، حيث لم يتجاوز عدد المهاجرين الذين عبروا اليونان في آخر يومين عدد 5 آلاف مهاجر، ما يؤكد أن «أزمة اللاجئين» ما هي إلا شكل جديد من أشكال فشل أردوغان للتغطية على خسائره في إدلب.
وقد انتقد، أول من أمس، حزب المستقبل التركي برئاسة أحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق، الحزمة الاقتصادية التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحت عنوان «درع استقرار الاقتصاد» لمكافحة وباء «كورونا»، حيث قال «إن هذه الحزمة لا تفيد في شيء، وإنها تشير إلى أن الحكومة لم تتمكن بعد من قراءة المخاطر المرتبطة بانتشار الوباء».
على الجبهات، يمنى الرئيس التركي أيضاً بفشل ذريع، فرغم الدعم الأردوغاني المتواصل لميليشيات «حكومة الوفاق» الإخوانية في طرابلس، إلا أن الجيش الوطني الليبي قد تفوق في معاركه على المرتزقة والخبراء والعتاد والذخيرة التركية وسجل نقاطاً مهمة في ميادين القتال، خاصة في الرملة وطريق المطار وصلاح الدين وعين زارة، حيث تكبد المرتزقة الإخوان خسائر فادحة على كل الصعد، فارتفع عدد قتلى المرتزقة السوريين الأردوغانيين في ليبيا إلى 129 إرهابياً.
في سوريا أيضاً، وبعد خسارة معظم معاركه في إدلب، وبعد الإحراج الشديد، الذي تعرض له مع وفده في الكرملين، يحاول أردوغان تغطية فشله بتجديد مشروعه السوري وتخفيف حدة الاضطرابات الاقتصادية التركية بإعادة إثارة احتمال نقل اللاجئين من تركيا إلى سوريا، لتهدئة جمهوره المحلي الغاضب الذي أصبح محبطاً من طريقة أردوغان بإدارة أزمة اللاجئين السوريين، وبات يحاول إقناع الجميع، بأنه ما زال قادراً على نقل ما يصل إلى مليوني لاجئ إلى مستوطنات جديدة في منطقة آمنة شرق نهر الفرات في شمال شرق سوريا.
سبب التخبط والفشل الأردوغاني المتلاحق، ليس فيروساً صغيراً يدعى «كورونا»، إنما هو فيروس التعنّت والدكتاتورية الحمقاء، الذي يصيب الشعبويين، فيدمي قلوبهم وعقولهم.