مع ما يمر به العالم الآن من أزمة صحية بسبب انتشار فيروس «كورونا»، نرى العديد من الناس لديه هوس من ناحية المرض، وخوف شديد جعل من هؤلاء يبحثون ويتابعون أخبار الفيروس إلى حد مبالغ فيه، بالإضافة إلى الهلع الذي أصاب السكان في العديد من الدول، ليس فقط خوفاً من انتشار الفيروس، بل بسبب الخوف من فقدان الوظيفة، أو الخوف من نقص المواد الغذائية أو الطبية أو غلاء أسعارها.كل هذا التوتر المبالغ فيه سيجعل الإنسان يعيش في بيته وبين عائلته ومجتمعه بطريقة غير صحية، قد تتسبب له بالعديد من المضاعفات، سواء كانت نفسية كالغضب والانطواء والوسواس، أو مضاعفات عضوية كالصداع والأرق وانخفاض ضغط الدم.

وإذا نظرنا إلى الأمور بشمولية أكثر، فإن أغلب ما يوترنا في حياتنا مرتبط بأحداث لم تأت بعد، أي أنها أحداث متوقعة مستقبلاً قد تأتي وقد تسير الأمور على ما يرام، ونرى في الأمثلة سالفة الذكر نموذجاً للمخاوف المستقبلية، كالخوف من فقدان الوظيفة على سبيل المثال، ونحن لا نقلل من أمر فقدان الوظيفة، ولكن ما الذي سأستفيده في حال أنني عشت برعب بسبب توقع أن مؤسستي قد تستغني عني في الفترة المقبلة، الشيء الوحيد الذي سيحدث هو أنني أعجل بمثل هذه القرارات، لأن ذلك بالتأكيد سينعكس على مستوى عملي وأدائي.

إن الحكمة مطلوبة الآن، فليس من الحكمة أن أقتل نفسي بالتفكير بأمر قد لا يأتي أصلاً، وهنا أنصح القارئ بنصائح عدة: أن يتجنب هذا التفكير، قد يقول شخص إنني لا أستطيع، بالي مشغول بما سيحدث مستقبلاً، ونقول من أجل أن تنجو من هذا التفكير يجب أن تملأ فراغك ووقتك بشيء إيجابي لكي تتجنب التفكير السلبي، يجب أن يكون هناك بديل صحي لما تفكر فيه، للتوضيح دعونا نناقش المثال السابق، وهو الخوف من فقدان الوظيفة، فلو أنك سمعت في الشركة أو المؤسسة التي تعمل بها بأن الإدارة تفكر في الاستغناء عن بعض الموظفين لتقليل الخسائر، فالواجب عليك أولاً أن تضع خطة محكمة لتطوير أدائك بسرعة، ما يجعل الشركة لا تستطيع الاستغناء عنك، ثانياً أن تفترض الأسوأ وتعمل على أساسه، فلو أننا قلنا بأنه سيتم إنهاء خدمات مجموعة وأنت من ضمنهم فعليك وبسرعة العمل على الدخول في مجال عمل جديد، أعتقد أنك ستقول الآن من أين ستأتي الوظيفة الجديدة في ظل هذه الظروف؟، وكلامك صحيح ولكن ليس كل الوظائف تحتاج إلى العمل لدى مؤسسات أو شركات، فما أقصده هو الاتجاه إلى وظيفة شخصية كعمل مدونة ثقافية على وسائل التواصل، أو إنشاء تطبيق ذي دخل مادي ولو كان بسيطاً.

نعم مدخول هذه المشاريع لا يمكن مقارنته بمدخول العمل الرسمي، ولكن هو أفضل من أن أترك نفسي للأفكار الهدامة.

* كاتبة إماراتية