تستحق «البيان» التهنئة القلبية على مرور أربعين عاماً على صدور العدد الأول.

أربعون عاماً مضت على صرح يعد من صروح التأسيس في دولة الإمارات الفتية.

أربعون عاماً نجحت «البيان» خلالها أن تكون رقماً صعباً على خارطة الإعلام العربي والدولي، وتمكنت من أن تؤسس لنفسها خطاً ونهجاً خاصاً بها يميزها بين الصحف العربية، وذلك عالم تتنافس فيه الحيتان الكبيرة على إيجاد موقع قدم لها عند القارئ العربي.

ونجحت «البيان» كما نجحت دولة الإمارات بأن تكون جسراً ونقطة تجمع للعرب كافة، نقطة للتوحد، ونقطة للتسامح، ونقطة للصدق، والشفافية، بتبنيها سياسة تعدد الآراء وتنوعها حين استكتبت المثقفين والكتاب من كافة أقطار العالم العربي فكانت هي الانعكاس الحقيقي والواقعي ومصداقاً لسياسة الدولة ورموزها.

أربعون عاماً شهدت «البيان» تطوراً ونماءً في كل ما يتعلق بعالم الصحافة والإعلام كصناعة من أجهزة ومعدات طباعة.

وتخطت «البيان» العديد من الصحف الورقية العربية توزيعاً، بل انتقلت إلى العالم الرقمي قبل غيرها، وبخطوات متسارعة سبقت فيها العديد من المواقع الإلكترونية المحترفة، ووجدت لها موقعاً ثابتاً في هذا العالم الافتراضي.

كل هذه المتغيرات كانت تجري جرياً. ومع ذلك بقت ثابتة على نهجها وسياستها دونما تغيير منذ لحظة التأسيس؛ إذ حافظ جميع من مروا على رئاستها على إرثها، فخط «البيان» واضح دوماً لا يمكن أن تجد فيه ما يفرق الكلمة ولا ما يسيء، وما يستدعي التصحيح والاستدراك، بل حرص القائمون على هذا الصرح الإعلامي على نمو وصعود أخلاقي يحترم المهنة ويحترم مواثيقها، على عكس العديد من الصحف التي انجرفت وراء الانحطاط الذي ساد هذا الوسط.

لذلك تستحق منا «البيان» التهنئة والدعوة لها بالتمسك بثوابتها وجعلها مدرسة يتعلم ويتخرج منها جيل جديد يحمل الراية ويكمل المسيرة.

كل عام و«البيان» والقائمون عليها بألف خير.