بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله ورعاه، والتخطيط المبدع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي وفريق الإدارة التحريري والفني واللوجستي لصحيفة «البيان»، تمكنت هذه المؤسسة الصحفية الوطنية العريقة، من أن تتوج 40 عاماً مضيئة، من المُنتج الصحفي المتفرد المنافس شكلاً وموضوعاً.

واجهت «البيان»، خلال أربعين عاماً، تحديات جمّة، كان أولها أن تجد لنفسها مكاناً وطريقاً إلى عقل وقلب المجتمعات، في ظل وجود صحف أخرى قد سبقتها بالصدور، وفي ظل الحالة السياسية التي تأججت على وقع حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران في العام 1980، واستمرت ثماني سنوات، وكذلك الحالة الاقتصادية التي شهدت ظهور مشروعات كبرى في دبي مثل مصنع الألمنيوم دوبال وإنشاء ميناء جبل علي، كانت أكبر من تصورات وتوقعات أفضل الاقتصاديين، إضافة إلى الأوضاع الاجتماعية والإنسانية وانفتاح دبي الهائل ودخول عشرات الجنسيات العالمية، الذين باتت لهم ذائقة خاصة، فحملت «البيان» لواء المساهمة في مسيرة البناء والتطوير، كقوة ناعمة، وإرساء وتعزيز النجاحات المتلاحقة، التي حققتها الإمارات عموماً، ودبي على وجه التحديد.

ككاتبة وباحثة عربية، تفخر وتتشرّف بكتابة رأي مستقل في «البيان» العريقة، منذ سنوات، وبسبب الشغف والمتابعة، أتيح لي عدة مرات، الاطلاع على آلية عمل «البيان» داخلياً، فوجدتها لا تختلف على الإطلاق، عن أي أوركسترا عالمية مؤهلة، تعمل بروح الفريق الواحد، الذي يعرف كل عازف فيها، دوره كاملاً، وتوقيت أدائه، بدقة متناهية، منذ أن تشرق الشمس لجمع وتحرير الأخبار واللقاءات والتحقيقات وتنسيق الصفحات، وحتى تتوقف ماكينات الطباعة فجراً، لا نشاز ولا تأخير، وكل يوم من «البيان»، هو سيمفونية تؤلَّف، بنكهة ملائمة لرائحة ذلك اليوم، تصدح في سماء العالم والخليج العربي والإمارات.

في هذه الأجواء المهنية، استطاعت «البيان» الدخول بسهولة إلى سوق المنافسة الإقليمية الصحفية، ليس على صعيد النسخة الورقية الجاذبة شكلاً ومحتوى، بل أيضاً على صعيد الصحافة الرقمية، فباتت «البيان» الرقمية، وحسب مواقع ومؤسسات متخصصة موثوقة، الأولى كموقع إخباري محلي على الإنترنت، وفي قائمة أكثر الصحف الرقمية تميزاً في الشرق الأوسط.

المتصفح لـ«البيان»، ورقياً وإلكترونياً، لا يمكنه أن يجد في غيرها، تلك الموسوعية الشاملة من الموضوعات والقضايا والملفات الساخنة، ولكنه أيضاً يستمتع بتوفر موضوعات جديدة مبتكرة وملهمة، في قطاعات متعددة، كالفن والرياضة والاقتصاد والطب وغيرها، مما يحدث في الكرة الأرضية، إضافة إلى تسليط الضوء، بشكل مكثف، على موضوعات محلية، تبادر «البيان» لتحقيق سبق صحفي فيها، كل يوم.

الأربعون عاماً، على تأسيس «البيان» وصدورها البهي، لا تقبل بأربعين شمعة تضيئها «البيان» وفريقها، بل بتاجٍ يحمل أربعين لؤلؤة تتوهج على رأس «البيان» المتألقة، التي تصدرت، منتهجة المصداقية والشفافية والحيادية، وبقيت تتصدر، بالعمل والجهد والمثابرة والإبداع، كبرى مؤسسات الصحافة العريقة المنافسة.