انقضت أكثر من 8 سنوات مُنذ أن أطلق مركز دبي للسلع المتعددة أولى عُملات السبائك الذهبية الإماراتية، والتي نُقش على أحد وَجهَيها صورة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وعلى الوجه الآخر نُقشت صورة لبرج خليفة الذي كان قد اكتمل لتوه آنذاك، ليُعبَّر عن طموح بلادنا غير المحدود، وهو يُعد اليوم أحد أبرز معالمها وأكثرها شُهرةً.
بعدها، أطلق مركز دبي للسلع المتعددة عُملة ذهبية أخرى تحمل على أحد وَجهَيها صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وعلى الوجه الآخر تم نَقش رمز آخر لا يقل أهمية عن برج خليفة؛ ألا وهو جزيرة نخلة جُميرا.
وقد تم اعتماد هذه العملات المعدنية التي تم سَكها من قِبل مِصفاة أرغور هيرايوس السويسرية، وهي عضو في معيار دبي لتسليم الذهب الخاص بمركز دبي للسلع المتعددة.
وتتمتع العملات بدرجة نقاء 99.9% (24 قيراطاً)، وتم تصميمها وإطلاقها بهدف الاحتفاء بالقيادة الحكيمة التي تقود بلادنا، والاعتراف بمكانة دبي كواحد من أهم المراكز الرئيسة لتجارة الذهب في العالم.
وبصِفتي الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، لا يمكنني أن أروي قصة المركز من دون الإشارة إلى الدور المهم الذي لعبه معدن الذهب النفيس في تطورنا، والتعبير عن تقديري العميق لجميع أولئك الذين ساهموا في جعل دبي مركزاً عالمياً حقيقياً لهذا المعدن الثمين. واليوم، نشهد معاً أزمةً عالميةً كُبرى، إلا أنه وراء كل تحدٍّ تكمُن دائماً فُرصة.
وفي حين أن الذهب تم تصنيفه سِلعةٍ نفيسةٍ لأكثر من 2500 سنة، إلا أنه أصبح في الآونة الأخيرة يُعد استثماراً استراتيجياً للمؤسسات في أوقات التقلبات والأزمات الاقتصادية.
وبينما كان بوسع الأفراد دوماً الاستثمار في شراء الحُلّي الذهبية، إلا أن سك عُملات السبائك الذهبية الحديثة بدأ فقط في عام 1967 مع بدء سك عملة «كروغيراند» بجنوب أفريقيا.
ومنذ ذلك الوقت، أصدر العديد من البلدان عملات ذهبية خاصة بها، باختلاف جودتها وأوزانها، ما منح الأفراد فرصة جيدة للاستثمار في حال حدوث تقلبات اقتصادية خطيرة في السوق.
ولطالما كان هناك قاسم مشترك بين جميع العملات المعدنية وهو وجود أحد الرموز الوطنية على أحد وجهيها؛ مثل برج خليفة أو جزيرة نخلة جميرا على العملة الذهبية الإماراتية.
وفي جميع الأحوال، أتاحت هذه العملات الفرصة للمواطنين للاستثمار، وبالتالي تنويع استثماراتهم الخاصة مع دعم اقتصاد بلادهم.
وتحتضن الإمارات عدداً كبيراً من المُقيمين الأجانب، إلا أنني أعتقد أن جميع المغتربين الذين عاشوا هنا فترة طويلة يعدون هذا البلد وطنهم الثاني، ويؤمنون بأنهم يعيشون في مجتمع مُنفتح يمكن لكافة الأشخاص من مُختلَف الجنسيات والأديان أن يعيشوا فيه في وئام وسلام.
وأحب أن أستحضر المشاعر الراقية التي شاطرها معنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في بداية انتشار الوباء، عندما قال سموه: «نتمنى جميعاً، بل أتمنى بشكلٍ شخصي، أن يشعر جميع المقيمين في الإمارات بأنهم في وطنهم الثاني».
قد يبدو المناخ الاقتصادي العام مُقلقاً في الوقت الراهن، إلا أن عملات السبائك الذهبية المتوافرة في الإمارات تُعد استثماراً جيداً متاحاً أمام جميع الأشخاص ممن يسعون إلى حماية أموالهم التي اكتسبوها بشق الأنفس، خلال هذه الفترة من عدم الاستقرار.
وفي ضوء التحديات الأخيرة، يُعد عيد الفطر لهذا العام هو الأول الذي أضطر فيه لكسر التقليد المعتاد الذي أقوم به كل عام بزيارة القصر وتقديم التهاني لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لذلك آمل أن تكون الصورة التي تم عرضها على برج خليفة بواسطة الليزر، دلالة على تقديرنا العميق للاستجابة السريعة والدعم الشامل والقيادة الحكيمة لحكومة الإمارات خلال هذه الظروف الصعبة.