في ظل معمعة وباء (كوفيد 19) أو «كورونا»، ضربت دولة الإمارات العربية المتحدة أروع الأمثلة، وكانت قدوة تحتذى في التعامل مع وباء أو جائحة كونية تجاوزت في آثارها وتبعاتها كل الجوائح الكونية التي مرت على العالم على مدى مئتي عام على التوالي من الكوليرا والانفلونزا بمختلف أنواعها..

فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى الحدث العالمي الكوني في التعامل مع هذا الحدث أو الجائحة، حيث قدرت وأجرت حساباتها التي تفوق عمليات الكمبيوتر المعقدة وخرجت بنتيجة مثالية في تقرير ما يجب اتخاذه من قرارات وفرض التعليمات في الدولة من واقع ما حللته وقدرته من انتشار للجائحة منذ بداياتها في شهر سبتمبر من العام 2019..

فاستعدت لهذه الجائحة غير المسبوقة وعرفت كيف تتعامل معها.. وتوصلت الى أن العالم يواجه عدواً غير ظاهر وغير مرئي ولا يرى بالعين المجردة.. وهذا التقدير والتصرف كان له الأثر الناجح والمتميز في مواجهته.. وقدمت مثالاً متميزاً في مقاومة الوباء، وأثبتت لنفسها وللعالم أجمع ريادتها وكفاءتها الكبيرة في التعامل مع هذه الجائحة..

في وقت عجزت خلاله أكبر الدول خبرة ودراية على الصعيد الصحي تحديداً.. وذلك كله قبل كل شيء بفضل الله تعالى وحفظه لهذا البلد العظيم المعطاء، بلد الخير والتسامح، وبتوجيهات قيادة الإمارات الرشيدة، وبجهود وتكاتف الجهات المسؤولة والمقيمين على أرض الإمارات جميعاً..

والذين أيضاً ضربوا المثل الأكبر في الالتزام والتعاون الجماعي فيما بينهم في مواجهة هذه الجائحة والتزموا بجميع القرارات والقوانين التي وضعتها الجهات المسؤولة في البلاد.. هذا الالتزام الذي كان له الأثر الواضح في تجاوز الأوقات الصعبة لهذه الجائحة والتي نسأل الله عز وجل أن يزيلها عن الأمة وعن جميع الدول والشعوب في العالم أجمع..

أدت جهود وتوجيهات القيادة الحكيمة إلى تصنيف الإمارات ضمن أفضل عشر دول في التصدي لهذا الوباء.. وهذا التصنيف غير مسبوق بالنسبة لدولة لم تواجه مثل هذه الجائحة في تاريخها.. وبالرغم من ذلك فقد ضربت أروع الأمثلة وحققت أعلى مكانة لها على صعيد مواجهة الأوبئة والأمراض وعلى صعيد الصحة..

ومن جانب آخر.. لم تقف حدود تحقيق المراكز الأولى في التصنيف الصحي العالمي للدولة على المركز المتقدم.. بل تجاوزت ذلك إلى تقديم العون والدعم للدول التي لم تتوفر لديها الإمكانات اللازمة لمواجهة هذا النوع من الأمراض والجوائح..

وذلك من خلال إيمانها الكبير في تقدير الوضع الكامل لتلك الدول ويقيناً من دولة الإمارات بعدم قدرة هذه الدول بمفردها على مواجهة هذه الظروف فسارعت وفي بادرة إنسانية بإرسال الشحنات والمعدات الطبية اللازمة وقدمت المساعدات المالية للمنظمات الإنسانية المعنية ومنظمة الصحة العالمية لمساعدتها في الوقوف مع الدول المحتاجة والفقيرة والتي لا تستطيع مواجهة هذه الظروف الصعبة..

وفي السياق ذاته نقول بأنه وبالإضافة إلى الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد النفطي في العالم من حيث قيامها باتخاذ كل الإجراءات اللازمة نحو الاهتمام بهذه الصناعة النفطية مصدر الدخل الرئيسي للدولة فأجادت فيه كل الإجادة.. ولم تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزته إلى السعي لإيجاد مصدر بديل للنفط في الطاقة المستدامة، وفي قطاعات اقتصادية أخرى مثل القطاع السياحي الذي أبدعت فيه أيما إبداع..

هذا بالإضافة إلى أنها تحولت نحو مصدر آخر هو تسخير الثورة المعلوماتية والتكنولوجية والاستفادة منها وسارت مع هذا الاتجاه العالمي وذلك ضمن ضوابط وإجراءات محددة لا تحيد عن مسارها وتوجهها العام فحققت أيضاً الكثير من الإنجازات على هذا الصعيد وكان آخرها الحكومة الالكترونية التي دشنتها قبل أعوام قليلة لتسبق في ذلك أعتى الدول في هذا المجال.. وأصبحت الدولة تتعامل إلكترونياً وتجاوزت التعامل الورقي فكانت نموذجاً ومثالاً في هذا المجال..

واستثمرت في الإنسان عبر الاستفادة من الطاقات البشرية والعقلية على مستوى متقدم وعملت على تنمية العقول البشرية لتحفزها للقيام بتقديم كل ما عندها ووفرت لها البيئة المناسبة ودعمتها بشتى الوسائل.. حتى وصلت دولة الإمارات إلى آفاق رحبة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري وفي مجال المعلومات والثورة التكنولوجية الهائلة.