حينما تتوافر القيادة الحكيمة والرشيدة والطموح والتطلع إلى الريادة دائماً فلابد أن يكون الناتج هو ما نشاهده اليوم على أرض الإمارات العربية المتحدة.
ونحن نعيش ذروة أفراحنا بإطلاق مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف ما تخبئه المجرة الكونية استمرت دولتنا في إبهار العالم بالتخطيط واستشراف المستقبل بانطلاق أول محطة نووية سلمية في العالم العربي وبدء تشغيلها فعلياً، فكان لزاماً علينا أن نشكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو حكام الإمارات على رؤيتهم وتخطيطهم والحرص الدائم على ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة عربياً بل وعالمياً.
ومما لا شك فيه أن بدء تشغيل هذه المحطة خلال أيام عيد الأضحى المبارك لهو رسالة أنه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم العربي بالعيد المبارك كان لدولة الإمارات رؤية أخرى، وهي أن تجعل من العيد الواحد عيدين للمواطن العربي، وفخراً وشهادة على أن العرب لديهم من القوة والرغبة والطموح ما يمكنهم من أن يقودوا العالم أجمع شرط توافر التخطيط السليم والطموح والإرادة لتحقيق هذا الطموح.
ولعل الفوائد من انطلاق المحطة النووية عدة، ومنها فوائد مباشرة مثل: توفير الطاقة النظيفة بكلفة تنافسية مقابل استخدام الغاز مع إمكانية تصدير الغاز الفائض إلى السوق العالمية، مع تصدير الفائض أيضاً من الكهرباء عبر شبكة الربط الخليجي، إلى جانب خفض انبعاثات الكربون وتقليص حجم الإنفاق على مواجهة انتشاره، بالإضافة إلى القيمة طويلة الأجل للمفاعلات الجديدة التي تضاعف فترة الاستخدام من 30 إلى 60 عاماً.
أما الفوائد أو الآثار الإيجابية غير المباشرة فتتمثل في: تعزيز الثقة في الشركات الوطنية التي شاركت بتوفير متطلبات إنشاء محطة «براكة»، وفتح أسواق جديدة للقطاع الخاص، مع تغذية سوق العمل بالمزيد من الوظائف سواء في المرحلة الحالية أو مستقبلياً، مقابل التوسع في سوق الطاقة النظيفة. هذا بالإضافة إلى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لمثل هذه المشروعات في المنطقة.
ولابد أن يكون دور الشعب في الوقت الحالي هو أن يزيد من وعيه بهذا المجال، وينمي معارفه، ويقوم بدوره مع الدولة من أجل تطوير المشروعات التي تقوم على الطاقة النووية واستخداماتها في المجال السلمي في كل نواحي الحياة، وأن تقوم كل جهة بدورها الفاعل والإيجابي بتطوير كوادرها وتدريبهم وتنمية قدراتهم في هذا المجال، والاستعانة دائماً ببيوت الخبرة لتقديم كل ما من شأنه تنمية وتطوير الموارد البشرية العاملة في هذا المجال أو المستخدمة له، فما تم هو خطوة رائدة وعملاقة على الطريق لا يجب أن تتوقف.
* رئيس مركز سديم للطاقة