الشخصية تعتبر، ولعوامل عدة، كبصمة الإنسان، فكل فرد يملك شخصية مستقلة تميزه عن الآخرين وتقدمه بصورة معينة أمام المجتمع.. ونظراً لأهمية شخصيتنا في تحديد مواقف الآخرين منا وأسلوب تعاملهم معنا، لا بد أن نتعرف على منشأ هذه الشخصية وكيف نبنيها ونطورها، وبحسب أغلب الدراسات والعديد من العلماء؛ فإن أهم فترة من الحياة في تكوين الشخصية هي الطفولة في جميع مراحلها المبكرة والمتوسطة والمتأخرة، فالطفولة هي مرحلة التعلم والتجريب والاختبار، وبالتالي تكوين المواقف ووجهات النظر والملاحظات التي سوف تتكامل وتترتب لتبني الشخصية.

السنوات الأولى من مراحل حياة أي إنسان يمتد أثرها لأمد الحياة. فهي تشكل أعلى المراحل الحيوية لنماء الطفل وتطور قدرته على التعلم في فترة قصيرة وبشكل مكثف. وللسنوات الثماني الأولى أهمية كبرى، نظراً لأن التأثيرات المترتبة على الرعاية والاهتمام اللذين يلقاهما الطفل في هذه المرحلة تستمر طوال حياته.

إن التعلم لا يقتصر على سن معينة أو على بيئة دراسية رسمية، ففي الواقع قدرة الطفل على التعلم تبدأ لحظة ولادته. وتثمر الاستثمارات في تنمية مرحلة الطفولة المبكرة من خلال أنشطة التعليم المبكر.

تشجيع الأطفال على اللعب والاستكشاف يساعدهم على التعلم وتنمية قدراتهم الاجتماعية، والعاطفية، والبدنية، والثقافية. ولا يمكننا تجاهل أهمية اللعب في توسيع مداركهم.

ويشكل اللعب حجر زاوية في قدرة الأطفال على التعلم بغض النظر عن طبيعة هذا اللعب. وعملية اللعب هي تجربة تعليمية قوية ومتعددة الأوجه، فاللعب يشمل الاستكشاف والتجربة اللغوية، وتوسيع المدارك، وتنمية المهارات الاجتماعية.

يستطيع الآباء والأمهات والمعلمون ومقدمو الرعاية تحديد مستوى تطور الأطفال من خلال التفاعل واللعب. وتعتبر مشاركتهم في التعلم المبكر أمراً بالغ الأهمية، ويضع الأساس لمستقبل التعلم في المدرسة. إن الهدف الأسمى من التعليم المبكر هو تنمية استعدادهم العقلي، والمعرفي، والاجتماعي، والعاطفي للمدرسة.