تمضي دولة الإمارات قدماً على درب الريادة العالمية في تبنّي الابتكار، كأولوية استراتيجية تُماشي الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي وجهت بجعل الابتكار ثقافة مؤسسية راسخة ونهجاً حكومياً متيناً وأسلوب حياة يمكّن الكفاءات الطموحة من المساهمة بفعالية في ترجمة تطلعات تطوير حكومة ذكية ومرنة تحقق سعادة الناس ورفاهية المجتمع، وبناء اقتصاد تنافسي قائم على التنوع والاستدامة لتكون دولتنا في المركز الأول عالمياً بحلول مئويتها في العام 2071.



وشهد العام الماضي تطورات متسارعة فرضت واقعاً جديداً نتيجة الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن انتشار جائحة «كوفيد-19»، والتي أحدثت تغييرات جذرية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمهنية، مما أجبر الحكومات والشركات والأفراد على إعادة ترتيب الأولويات وإيجاد حلول سريعة لتخطي الأزمة ومحاولة العودة إلى الوتيرة الطبيعية بأقل خسائر ممكنة.



فأثبتت تلك الأزمة الدور المحوري للابتكار والتكنولوجيا الحديثة والتحول الذكي، سبلاً وحيدة للحكومات والشركات لتخطي الأزمة، والحفاظ على سير الأعمال والأنشطة الاقتصادية. دولة الإمارات، قدّمت نموذجاً رائداً، فكانت بين الدول الأكثر اقتداراً على مواجهة وباء «كورونا»، من خلال اعتمادها على سياسات استباقية تستند بالدرجة الأولى على الابتكار والإبداع والتحول الذكي، والتي لطالما شكلت بمجملها دعائم متينة للرؤى الوطنية الطموحة، فاتخذت دولتنا أفضل الإجراءات الوقائية والخطوات الاحترازية لتعزيز صحة وسلامة الجميع، مع ضمان استمرارية التعليم والأعمال بالشكل الأمثل.



والتزاماً منا بالعمل وفق الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وبتوجيهات حكومة دبي السبّاقة في دفع مسار التحول الذكي، نعمل في «ورشة حكومة دبي» على تقديم خدمات صيانة المركبات بجودة عالمية، استناداً إلى دعائم الاستدامة والتميز، معتمدين على أعلى المعايير التنافسية القائمة على المرونة المؤسسية بالدرجة الأولى.



كما نجحنا، من خلال تبني مفهوم الابتكار والتحول الذكي في الخدمات، في تخطي العوائق الناجمة عن أزمة «كوفيد – 19»، حيث استطعنا مواصلة تقديم خدماتنا للعملاء، بما يضمن سلامتهم وسلامة موظفينا والمجتمع بشكل عام، من خلال اعتمادنا على مجموعة من التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية، مما انعكس بوضوح على رضا المتعاملين وسعادتهم وعزز مساهمتنا في تحقيق الرفاه في المجتمع.



واليوم، تواصل ورشة حكومة دبي استكمال مرحلة التحول الذكي وتسريع وتيرتها، بما يتماشى مع استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، بهدف بناء مستقبل خالٍ من الورق بحلول عام 2021، وتحويل المعاملات الحكومية إلى معاملات ذكية بالكامل. كما تعمل الورشة على تعزيز جهودها ومساعيها في سبيل دعم التوجّه الوطني القائم على تبني الابتكار كنهج استراتيجي، وذلك من خلال عملها والخدمات التي تقدمها للمتعاملين.



بالإضافة لدور الورشة المحوري في المشاركة بطرح الرؤى والأفكار حول كيفية إدماج مفهوم الابتكار في عملية الارتقاء بخدمات صيانة وإدارة أسطول المركبات، وفق أرقى المعايير الدولية والممارسات الهندسية، بما يتوافق مع توجهات حكومة دبي، المدفوعة برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي قال يوماً: «إن ريادة المستقبل لا تتحقق إلا بتبنّي الحلول التي تعين على ذلك وفي مقدمتها استيعاب التكنولوجيا المتطورة في شتى المجالات ووضعها موضع التوظيف الأمثل».



وبمناسبة احتفالنا بشهر الإمارات للابتكار، والذي يشكل مناسبة وطنية هامة، لتحفيز الابتكار وإلهام المبتكرين وتمكينهم من تطوير حلول استباقية وأفكار استشرافية تدعم المسيرة التنموية الطموحة التي تقودها دولتنا، نؤكد حرصنا المطلق على مواصلة العمل على تقديم أرقى الخدمات الحكومية، من خلال تبني نهج الابتكار والتحول الذكي باعتباره حجر الأساس في رفع مستوى الأداء وتعزيز الريادة والإنتاجية والتميز على كافة المستويات. ويسرنا الاحتفال هذا العام بالتزامن مع بدء الاستعدادات للخمسين عاماً المقبلة، وفي ظل نجاح دولة الإمارات في بداية رحلتها الاستكشافية إلى عالم الفضاء بوصول مسبار الأمل إلى مدار المريخ.

 

المدير التنفيذي لـ «ورشة حكومة دبي»