ما لم تدركه عقارب الساعة يوماً، بأن ربيع الزمان بدأ يهل في دولة الإمارات، مع مطلع الخمسين، ليبدأ ذلك الحمام الزاجل يحلق في الوجود، حتى ينمنم السحب بإضاءة نووية سلمية، تحمل في طياتها معنى السلام، إلى أن باتت أبجديات المجد والثناء، تقف احتراماً للشباب الإماراتي، الذي نزع ستارة الحلم، ليحول كل ما كان محالاً إلى ممكن، فلعبة الأرقام الصعبة، هي لعبتنا، في عالم أصبحت به الأرقام هي سيدة الموقف.



قدرنا اليوم في دولة السلم، أن نبدأ يومنا بموجة من التباشير والأخبار المفرحة، لنضيف إنجازاً تنموياً جديداً في سجل إنجازات الوطن، لنضع بصمتنا في مجال الطاقة النووية السلمية، هكذا استفتحت الإمارات الخمسين عاماً، بنجاح رحلة عبرت التحديات والمطبات، حاربت عواصف اليأس، بين النور والديجور، حتى رفع النور راية النصر في محطة براكة، احتفاءً بذلك الإنجاز العظيم. العالم كله مشغول في مواجهة «كورونا»، والإمارات تثبت من جديد، أنه لا «كورونا» ولا غيرها من العوائق، تستطيع أن تقف أمامنا، وتوقف محركات أحلامنا، فنحن من نضغط على زر التشغيل، ونحن وحدنا من نوقفه!



براكة، بكل ما تحمله من طاقة نووية، تعد نموذجاً ناجحاً حول كيفية الانتقال من فضاء يملأه الغبار والدخان، إلى صفاءٍ تكسو خيوطه الحريرية أعناق الطبيعة. محطة براكة، هي ترجمة لجهود إماراتية، توّجت بدخول أول ميغاوات من أول محطة نووية عربية في شبكة الكهرباء، لتشكل قطاعاً صناعياً متكاملاً، لبناء القدرات البشرية، لتصبح مركزاً لالتقاء العقول، في أحد أهم القطاعات الفريدة والمهمة في الدولة.



بالرغم من ركام «كورونا» الذي بات فتاته يعلق في أعناق الحياة، بالرغم من كل المعضلات التي من الممكن أن تغزو أحلامنا، لتحولها إلى كوابيس، حتى توقف طموحاتنا وأهدافنا، إلا أننا اعتدنا على سماع اسم دولة الإمارات مع الرقم واحد، لأننا في أرض عشقت المستحيلات، حتى باتت عناقيد اليأس تدفن قبرها بعيداً عنا! إلى سجلات التاريخ احجزي لنا صفحاتك البيضاء، لنملأها بإنجازات إماراتية متتالية، ليأتي ذلك السؤال الحاسم، هل يصعب علينا الدخول في مجال الطاقة النووية السلمية، ونحن قبلها أرسلنا تحيات أهل الأرض لأهل السماء!؟ مع براكة نبدأ على بركة الله، ليصل ذلك الحمام الزاجل، ليخبرنا أن تلك المرحلة قد تمت بنجاح.