برهنت دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر حفل الافتتاح الاستثنائي المبهر وغير المسبوق لـ«إكسبو 2020 دبي»، الليلة قبل الماضية، على أنها دولة اللامستحيل بحق -كما أرادتها القيادة الرشيدة- وفق رؤيتها لاستشراف المستقبل، لتشرع بذلك أبواب الأمل للبشرية بشأن قدرتها على تطويع التحديات وقهر الصعاب التي تواجه العالم.

لقد كان حفل افتتاح «إكسبو 2020 دبي» -الذي مثل مزيجاً متناسقاً مبهراً معبراً عن العالم بأطيافه المتعددة جامعاً ثقافاته وحضاراته المختلفة في مكان واحد- إيذاناً بتدشين صفحة جديدة من صفحات التميز والإنجاز لوطننا الغالي في ظلال عام الخمسين وسط اهتمام إعلامي محلي وعربي ودولي منقطع النظير عكس مكانة الإمارات وقدرتها في ظل جائحة كورونا على أن تدشن مساراً جديداً للحياة والأمل وبث الطمأنينة في نفوس الشعوب حول العالم بأننا عبر التعايش والتلاقي والتعاون تستطيع البشرية أن تنفض عن نفسها غبار الجائحة، مواصلة طريقها نحو غد أفضل.

وأثبت ابن الإمارات بانطلاقة «إكسبو 2020 دبي» ولا يزال قدرته على تسطير تاريخ جديد لبلاده مرصع بالفخر والأمل في غد أكثر إشراقاً في إطار مسيرة مباركة عمادها العمل ثم العمل ثم العمل، وجوهرها البذل والإخلاص وتاجها رؤية ثاقبة لقيادة مخلصة وشعب وفي معطاء لا يكل ولا يمل يواصل بذل الجهد ليضيف كل يوم لبنة جديدة إلى صرح الاتحاد.

وليس مصادفة أن ينعقد هذا التجمع الدولي الكبير -الذي تشارك به وفود أكثر من 192 دولة إلى جانب ممثلي منظمات ومؤسسات دولية وشركات عالمية للعمل معاً لغد أفضل للإنسانية- ودولتنا تحتفل بيوبيلها الذهبي.. وها نحن في الوقت نفسه على موعد مع بدء خمسين جديدة كان أول تجلياتها «إكسبو 2020 دبي» في دورة ستكون استثنائية بكل المقاييس.

وتستحضر الإمارات بقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي في هذه اللحظة التاريخية ما أرساه باني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من نهج رصين تواصل القيادة الرشيدة السير عليه آخذة بيد الإمارات إلى آفاق أكثر إشراقاً.

وبعد ثماني سنوات من الجد والبذل من قبل فرق وطنية متميزة مخلصة شكلت خلاصة العقول والمواهب من أبناء هذا الشعب الوفي خرج علينا هذا الحدث العالمي بموقعه الذي تبلغ مساحته 4.38 كيلومترات مربعة.. مرتدياً ثوباً متألقاً يعبر عن قيمة ومكانة دولتنا.

وإذ تحتفل دولة الإمارات بانطلاقة إكسبو الذي يحوي باكورة ثقافات العالم وأفضل إنجازاته فإنها على ثقة كاملة في إمكاناتها وقدرتها على تنظيم نسخة استثنائية من هذا الحدث العريق. ومن أجل ذلك سخرت دولة الإمارات مواردها وطاقاتها وخيرة أبنائها من أجل تنظيم استضافة تاريخية للحدث الدولي على النحو الذي يحقق الهدف المرجو منه لجميع شعوب العالم، وهو بناء مستقبل أفضل للإنسانية.