بمرور السنين ظهرت الحاجة إلى تأسيس معاهد مختصة تعنى بإعداد كوادر مواطنة، تستلم مهمة الحفاظ على تراثنا الشعبي، مزودة بالعلم والمعرفة، ومدربة على أداء الدور المنوط بها في المجتمع.

وقد اتسعت شريحة العاملين في مجال التراث الشعبي وتنوعت فئاتهم، فمنهم من يعمل ضمن مؤسسات اتحادية أو محلية، وهناك من يعمل بصفة شخصية من خلال النشر الورقي أو الإلكتروني عبر حساباتهم على «إنستغرام» أو «تويتر».

إننا يجب أن نفرق بين فئتين من التراثيين:

الأولى: فئة الرواة كبار السن من الجنسين، ومعهم كل من اختص بحرفة تقليدية أصيلة في مجتمع الإمارات (غواص لؤلؤ – صياد – جلاف – جمّال – مُزارع – خياط – طبيب شعبي – مطارزي – معلم كتاتيب..)، إلى جانب فرق الفنون الشعبية في مختلف البيئات ( البحرية – البدوية – الجبلية – الواحات) وأغلبية هذه الفئة هم ممن اقتصر تعليمُه على تعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة.

الثانية: العاملون في مجال التراث الشعبي، جمعِه وتوثيقِه ودراستِه وصونِه وترويجِه محلياً وعالمياً. وهؤلاء هم الذين أشرت إليهم في بداية العمود أعلاه، وهذه الفئة غالباً هم خريجو جامعات، ولا تقل مؤهلات بعضهم عن شهادة الثانوية العامة على أقل تقدير.

إن تأهيل الفئة الثانية أصبح اليوم حاجة ماسة، فالعمل في هذا المجال لم يعد أمراً اعتباطياً بل إن إعداد العاملين الأكفاء في هذا المجال يستلزم:

1 - وجود الاستعداد أو القابلية.

3 - التحصيل المعرفي من مختلف مصادره لإغناء المخزون من المعلومات التي تمثل مفردات التراث.

4 - التدريب العملي على الجمع الميداني وفن إجراء المقابلات، ثم تفريغ المعلومات تمهيداً لتخزينها وإتاحتها للدارسين.

5 - الانخراط في دراسات جامعية ودورات علمية تتعلق بمختلف جوانب التراث الشعبي.

6 - إشراكهم في الأنشطة المختلفة التي تنظمها الجهات المسؤولة عن التراث (اتحادية أو محلية).