من المقولات الخالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، في إحدى ومضاته الفكرية المبهرة: نؤمن بأن الارتقاء إلى المستقبل هو مهمة الجيل الجديد الذي شهدنا إبداعه وتميزه في صياغة رؤى واقعية لحكومات المستقبل.
فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يحمل الشباب والأجيال القادمة مسؤولية حمل شعلة التطوير والتقدم وفقاً لرؤية استشراف المستقبل. ذلك المستقبل الذي كان على الدوام هاجساً وملهماً لسموه طوال مسيرته الميمونة.
ولهذا تأتي أهمية عقد القمة العالمية للحكومات، وهي إبداع فكري ومجتمعي عالمي صاغته دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح تلك القمة أكبر تجمع حكومي سنوي عالمي، وظاهرة عالمية تنتظرها الدول والحكومات بلهفة كل عام.
القمة العالمية للحكومات والتي تعمل كمنصة دولية تهدف إلى الارتقاء بمستقبل الحكومات وتمكينها من تحقيق التفوق والريادة لا تقوم فقط بالتخطيط للمستقبل، بل تسهم من خلال قيادات الحكومات والفكر وصانعي السياسات والقطاع الخاص في صنع المستقبل بجميع أبعاده ومستوياته، من خلال مزج
ونشر المعرفة والخبرة المكتسبة من أنجح التجارب الحكومية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
فالقمة العالمية للحكومات، هي ما أشبه بحصة تدريبية عالية المستوى والتأثير تساعد الحكومات المختلفة على تبني قراراتها الاستراتيجية التي تهم شعوب تلك الدول وفقاً لرؤى استباقية تلبي احتياجات مجتمعات تلك الدول.
وقد شهدنا كيف اختلف تعامل مختلف دول العالم مع جائحة كورونا على سبيل المثال، إذ إن الدول التي لم يكن لها رؤية مسبقة في التعامل مع الأزمات واجهت مشكلة عويصة، وتسببت لها تلك الجائحة بالكثير من الخسائر الفادحة على الصعيدين البشري والمادي.
بينما الدول التي كانت ممتلكة زمام أمرها وتعمل وفقاً لاستراتيجيات وخطط طويلة الأمد كدولة الإمارات العربية المتحدة تمكنت بفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل القيادة الحكيمة من التعامل مع تلك الجائحة بمهنية واقتدار تاركة العالم منذهلاً من ذلك التكاتف والتآزر المجتمعي مع قيادة وحكومة الإمارات وذلك بسبب ثقة الشعب الإماراتي بقيادته الحكيمة، وثانياً بسبب أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل وفقاً لمنظومة هيكلية وإدارية وتشريعية متكاملة ومتميزة.