احتفلنا قبل أيام بعيد الاتحاد الخمسين، مفتخرين بما وصلت إليه دولتنا الحبيبة من منجزات، ومستذكرين جهود القادة المؤسسين، أصحاب السمو حكام الإمارات، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، وأيضاً جهود من رحلوا من إخوانهم المؤسسين الأوائل.

وقد حفظ قادتنا الأكارم في هذه المرحلة، وأولياء عهودهم، المنجزات المحققة، وبنوا عليها، ودعموها بمسارات تنمية نوعية في الحقول كافة.

وكانت بجانبهم مجموعة من الرجال المخلصين من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، والوزراء وكبار القيادات والموظفين، في الحكومة الاتحادية أو الحكومات المحلية، والذين كانت جهودهم وبصماتهم مؤثرة في المنجز، الذي احتفلنا به، كل في موقعه وضمن المسؤوليات التي أنيطت به، سواء ممن غادروا الوظيفة أو من الذين غادروا الدنيا إلى رحمة الله، فقد أعطوا وبذلوا حسب قدراتهم، وما قدمته لهم البيئة من إمكانات، وما توفر من ميزانيات، إذ عملوا على أرض الواقع المتاح وأقصى الممكن، ومثلوا الدولة في المحافل الإقليمية والدولية، وأوصلوا صوت بلادهم إلى كل مكان، وبجهودهم تلك أسسوا لما تحقق اليوم، واحتفلنا به في عيد الاتحاد الخمسين، «وعلى جهودهم أسس من جاؤوا بعدهم»، وأضافوا بعلمهم وعملهم الكثير.

علينا أن نشيد بما قدمه الأولون ومن تبعهم، وندعو الجيل الجديد والمسؤولين، ومن سيأتي بعدهم إلى العمل الجاد، وفق رؤية القيادة الحكيمة، متسلحين بما وصلوا إليه من معارف تبني قدراتهم، ومستفيدين من الدعم الموفر لهم، ومن الإمكانات التي تساعدهم على تنفيذ الاستراتيجيات المعتمدة، وأن يكون همهم وشغلهم الشاغل المحافظة على ما تم تحقيقه، وأن يدركوا أن الوصول إلى القمة مطلب، ولكن المحافظة على القمة هو المطلب الأسمى.

ما بدأه الأولون كان بالاجتهادات الخاصة ومحاكاة لما هو في العالم، ودولتنا اليوم بفضل القيادة الحكيمة والحكومة الرشيدة أصبحت أنموذجاً، يسعى الآخرون إلى محاكاته وتقليده.

علينا جميعاً أن نمتثل في عملنا لما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال: (بيني وبين الليالي عهد ما أرده أني وشعبي نحب المركز الأول).

لقد بدأنا الخمسين الثانية من عمر الاتحاد، فلنحرص على البناء بسواعد أبناء الإمارات، الذين علمناهم ودربناهم، وأعددناهم لبناء المستقبل، علينا أن نشرك الجادين منهم، ومن بإمكانهم تحمل المسؤولية، وأن يكون الاعتماد على الكفاءات منهم.

الوطن بحاجة إلى أبنائه جميعاً، فالشباب هم عناصر البناء، وعلينا أن نكرس فيهم الولاء والانتماء، وأن نمنحهم الفرصة لإبراز قدراتهم، وتفجير طاقاتهم، والاستفادة من مواهبهم، فنحن بحاجة إلى كل من سيضيف إلى تجاربنا، ويسهم في البناء معنا، ونشكر كل من عمل ويعمل منا حتى حققنا ما نصبو إليه. أبارك للقيادة الحكيمة ولشعب الإمارات والمقيمين على أرضها بهذه المناسبة، وإلى الأمام، فالمستقبل بحاجة إلى مضاعفة الجهد، والعمل بصدق وإخلاص.