حمل شهر نوفمبر الماضي الكثير من الإنجازات، التي تحسب لمنظومة الأمن الإماراتي، وهي منظومة بالمناسبة تعتبر الأبرز على المستوى العالمي من حيث الكفاءة والإنجاز، إذ يدرك خبراء الأمن الدوليون حجم التحدي، الذي تواجهه أجهزة الأمن عندما يتصف المجتمع بالتنوع الكبير، وعدد وحجم حركة السفر والسياحة بالدولة، وهي تحديات تواجهها دولة كالإمارات كدولة عالمية على صعيد الأمن، بالإضافة إلى العديد من التحديات الوطنية والإقليمية والدولية، وتنجح أجهزة الأمن الإماراتية في تحويل هذه التحديات رغم صعوبتها وتعقيداتها إلى إنجازات دولية باهرة، كنجاحها في جعل دولة الإمارات إحدى أكثر الدول أماناً واستقراراً على المستوى الدولي.

إحدى أبرز مراحل تعاون الإمارات الأمني مع أجهزة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الجريمة الدولية، وهو إنجاز يعزز من جهود إسهامات الإمارات في التصدي للجريمة الدولية المعنية بمكافحة المخدرات، إضافة إلى إسهاماتها في محاربة مختلف صور وأشكال الجريمة الدولية العابرة للحدود كجريمة الإتجار بالبشر، والجريمة المرتبطة بغسيل الأموال وتمويل والجريمة الدولية، وهو أمر يضع الإمارات في مقدمة الصفوف في محاربة كافة الجرائم الدولية، التي تستهدف الإنسان والتنمية بالعالم.

في منتصف نوفمبر حققت الإمارات الصدارة العالمية في مؤشر وتقرير جلوب العالمي للأمن والنظام لعام 2021، وحصدت المركز الأول في مؤشر الأمان الخاص بتجوال السكان ليلاً بمفردهم، كما حصدت المركز الثاني في مؤشر الدول الأكثر أماناً بالعالم، وهي الإنجازات التي عبر قادة الإمارات عن سعادتهم بتحقيق الإمارات لهذه الإنجازات الدولية، وهو إنجاز عالمي يعكس حجم الكفاءة، التي تتمتع منظومة وأجهزة الأمن بالإمارات، وما يحرص قادة الإمارات على تحقيقه للدولة على صعيد الأمن، إدراكاً منهم بأهميته في تعزيز مكانة الدولة وضمانة تمتع الجميع بالإمارات بما يتوفر لهم من خدمات وما تقدم لهم من تسهيلات، فبدون الأمن لا يمكن أن تتعايش الشعوب أو يستوطن الاقتصاد وتستدام التنمية.

وفي الخامس والعشرين من نوفمبر، جاء الإنجاز الذي تأجل بسبب جائحة كوفيد 19، بانتخاب ممثل الإمارات لرئاسة المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول» بالأغلبية الساحقة، في سابقة تعبر عن ثقة العالم بالإمارات، وإيمانه بمستوى الكفاءة والقدرات، التي تمتلكها أجهزة الأمن الإماراتية، والذي ينتسب إليها ممثل الإمارات اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي الرئيس الحالي للإنتربول، وهو إنجاز عالمي حققته الإمارات ليس لدولتها فقط، بل للعرب الذين ارتأوا في مرشح الإمارات لهذا المنصب الدولي أملاً لهم تطلعوا كثيراً لتحقيقه منذ أكثر من 100 عام من تاريخ هذه المنظمة الدولية، وتحقق لهم أخيراً من خلال هذا الإنجاز، الذي نالته الإمارات، ويتحدث الخبراء الدوليون في مجال الأمن الدولي بأنه ستكون لرئاسة الإمارات لهذه المنظمة تأثير كبير على التزام هذه المنظمة بتعزيز العدالة الدولية وسعيها لمكافحة الجريمة الدولية المرتبطة بالإرهاب والجرائم السيبرانية والجريمة الدولية المنظمة، والأهم استشراف المستقبل في ظل تطور الجرائم الدولية وتوجهاتها، مستفيدة من الإمكانيات والقدرات التي تزخر بها الأجهزة والمؤسسات الأمنية والبحثية والجنائية الإماراتية المعنية بمكافحة الجريمة.

وإذا كانت هذه الإنجازات هي حصيلة شهر واحد فقط للأجهزة الأمنية بدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الحديث لا ينقطع عن الاستراتيجية الأمنية، التي تحرص وزارة الداخلية على تحقيقها بالإمارات، وتحرص من خلال منهجيتها الحضارية والراقية على تمتع الجميع في الإمارات بأعلى مستويات الأمن والأمان، وإذا كانت الأمور تقاس بنتائجها، فإن أجمل ما يمكن أن يقال في توصيف تلك الإنجازات، هي مساغها السلس وأداؤها البسيط، فمن يعيش في الإمارات يستشعر وبشكل جلي وجود الأمن والانضباط في كل مناحي الحياة دون أن يرى أية مظاهر أمنية أو شرطية، وهو أمر بالغ الأهمية لمن يعيش على أرض الإمارات، ففي جميع دول العالم تقريباً تجد الأمن مرتبطاً بدرجة تجسده في أدواته ووسائله، إلا في الإمارات فأنت تنعم بالأمن والأمان دون أن ترى أية مظاهر لا تنسجم مع توجهات ورؤى الدولة، التي تقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر.