أيام قليلة ويستقبل العالم عاماً جديداً يأمله الجميع أن يكون عام خير واستقرار وازدهار، بالرغم من التحديات التي لاتزال تفرضها جائحة كوفيد 19، والتي أطل خطرها من جديد من خلال المتحور الجديد أوميكرون الذي فرضت سرعة انتشاره على كثير من الدول التفكير مجدداً في خيار الإغلاق والتقييد. ومع ذلك تظل الآمال أكبر والطموحات أعلى خاصة لدينا هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة التي لا تأبه لأية تحديات مهما عظمت. وكان عام 2021 خير مثال على ذلك، فرغم تحديات كورونا، واصلت الدولة خططها الطموحة والريادية نحو المستقبل الذي تأمله قيادتها الرشيدة.

لقد كان عام 2021، عاماً إماراتياً بامتياز، ففي هذا العام احتفلت دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي، وهي لحظة مفصلية في تاريخها الحديث، ليس فقط لأنها توجت مسيرة خمسين عاماً من الإنجازات غير المسبوقة التي جعلت منها معجزة تنموية وحضارية وإنسانية تسعى كثير من الدول والشعوب إلى محاولة تقليدها والاقتداء بها، وإنما أيضاً لأن قيادتها الرشيدة جلعت من هذا التاريخ والاحتفال نقطة انطلاق نحو مسيرة جديدة من النهضة والتنمية الشاملة خلال العقود الخمسة المقبلة، وصولاً إلى تحقيق هدفها الطموح بأن تكون دولة الإمارات في مقدمة الترتيب العالمي في جميع المؤشرات التنموية والحضارية بحلول العام 2071.

وسبقت القيادة الرشيدة هذا الاحتفال، بإطلاق وثيقة مبادئ الخمسين، في سبتمبر الماضي، والتي ترسم المسار الاستراتيجي الذي ستسلكه الدولة لتحقيق هذه الرؤية المستقبلية الطموحة في تأكيد واضح بأن الدولة وقيادتها الرشيدة عازمة، بالتخطيط والعمل الدؤوب، على مواصلة مسيرتها نحو المستقبل الطموح الذي تنشده.

في عام 2021 أيضاً كانت دولة الإمارات العربية المتحدة على موعد مع استضافة الحدث الأكبر والأهم في العالم، معرض إكسبو 2020 دبي الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وبمشاركة 192 دولة إلى جانب العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، وهي المشاركة الأكبر على الإطلاق في تاريخ هذه المعرض الممتد لأكثر من 170 عاماً، في تأكيد لا يقبل الشك على الثقة العالمية الكبيرة في الإمارات وفي قدرتها على إنجاح أي حدث عالمي مهما كانت الظروف، والإجماع الدولي على الدور العالمي الإيجابي والمؤثر للإمارات في قضايا وتحديات وفرص البشرية ومساهمتها الفاعلة في صياغة مستقبل أفضل.

وبرزت هذه الثقة الدولية في العديد من المؤشرات الأخرى المهمة خلال العام 2021، من بينها على سبيل المثال لا الحصر انتخاب دولة الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي للعامين 2023-2022 بأغلبية ساحقة من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة (174 صوتاً)، لتنضم دولتنا الغالية إلى قائمة الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس المعني بالحفاظ على حالة السلم والأمن الدوليين، وانتخابها عضواً أيضاً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال الفترة من ٢٠٢٢- ٢٠٢٤، إلى جانب إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» اعتماد تاريخ اليوم الوطني للإمارات، الثاني من ديسمبر، يوماً عالمياً للمستقبل، في اعتراف دولي واضح بأن الإمارات تقود المنطقة والعالم نحو المستقبل المشرق وأنها تشكل نموذجاً عالمياً في العمل من أجل المستقبل.

هذه بعض النماذج التي توضح كيف كان عام 2021 عاماً حافلاً بمسيرة الإنجازات الإماراتية في الداخل والخارج رغم كل التحديات العالمية والإقليمية، ولكن الإمارات وقيادتها الرشيدة لا تعترف بالتحديات، بل تعمل على تحويلها إلى فرص، ومن هنا يأتي تفاؤلنا بالعام 2022، والذي سيكون العام الأول في خطة دولتنا الطموحة نحو الخمسين عام الجديدة من مسيرة اتحادنا المبارك.