لم يكن للعملية الإرهابية الجبانة التي نفذتها ميليشيا الحوثي الانقلابية والإرهابية ضد مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية قبل أيام تأثير يذكر على حالة الأمن والأمان والاستقرار الراسخة التي تنعم بها دولة الإمارات، ولكن يمكن وصفها بأنها خطيئة الحوثي الكبرى، التي ستدفع هذه الميليشيا الإرهابية ثمنها باهظاً، وربما تكون بداية نهايتها، بعد أن أثبتت هذه الميليشيا للعالم كله أنها جماعة إرهابية تعمل من أجل نشر الإرهاب والفوضى في المنطقة كلها، وليست شريكاً يمكن التحاور معه لتحقيق السلام في اليمن الشقيق.
ومن يتابع ردود الفعل العالمية على هذه العملية الإرهابية يدرك حجم المأزق الذي وضعت فيه ميليشيا الحوثي نفسها، فلا تكاد توجد دولة في العالم إلا وسارعت للإعلان والتعبير عن إدانتها لهذا السلوك الإجرامي والإصرار الحوثي على العبث بأمن المنطقة كلها، لتقدم هذه الميليشيا الإرهابية الدليل الدامغ للمجتمع الدولي كله على حقيقة مواقفها وسلوكياتها، خاصة وأن المستهدف هذه المرة من ممارسات هذه الجماعة الإرهابية هي دولة الإمارات العربية المتحدة ذات الصورة الإيجابية البراقة في العالم كله، والصديق الوفي للجميع، والنموذج المضيء والناجح الذي يبعث على التفاؤل بأن مستقبل منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يكون أكثر إشراقاً إذا تم تعميم هذا النموذج، والدولة الساعية والحريصة على نشر قيم التسامح والسلام والإخوة الإنسانية في المنطقة والعالم، ومن ثم فإن الاعتداء عليها هو بالتأكيد اعتداء على كل القيم الحضارية والإنسانية النبيلة، ومن هنا جاءت عاصفة الانتقادات الإقليمية والدولية التي حاصرت ميليشيا الحوثي وأدت إلى زيادة عزلتها دولياً وتضييق الخناق عليها وتعزيز الاقتناع بأنه ليست طرفاً يمكن المراهنة عليه للوصول إلى حلول تنهي معاناة الشعب اليمني الشقيق.
ومن المهم هنا البناء على هذا الموقف الدولي الغاضب لبلورة مواقف دولية ضاغطة على هذه الجماعة التي ترتكب من خلال استهدافها المستمر للمدنيين جرائم حرب لم يعد ممكناً السكوت عليها، والخطوة الأولى المهمة في هذا الصدد هو قيام المجتمع الدولي بتصنيف هذه الميليشيا الحوثية كجماعة إرهابية على لوائح الإرهاب المعتمدة في الولايات المتحدة والأمم المتحدة ولدى جميع القوى الكبرى. وهو مطلب تكرر كثيراً في الأيام القليلة الماضية سواء من قبل المسؤولين أو الحقوقيين، ويجب أن يحظى بآذان صاغية الآن.
من ناحية أخرى، لم تُقدّر ميليشيا الحوثي جيداً عواقب هذا السلوك الإرهابي، فدولة الإمارات مثلما هي قوة سلام وتسامح في المنطقة والعالم، فإنها أيضاً تملك من الوسائل والقدرات العسكرية ما يمكنها من ردع أي عدو يحاول النيل من أمنها واستقرارها، ومن هنا جاء التأكيد الإماراتي سريعاً بأن هذا الفعل الإرهابي لن يمر دون عقاب، كما جاء التحرك السريع من قبل الإمارات وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بتكثيف العمليات العسكرية ضد هذه الميليشيا في كافة أنحاء اليمن، بحيث لم يعد لقيادات هذه الميليشيا أي ملاذ آمن يلجؤون إليه، وذلك بعد فترة من الوقت الذي هدأت فيه العمليات العسكرية على أمل إتاحة المجال أمام مبادرات تحقيق السلام في هذا البلد الشقيق. فميليشيا الحوثي اختارت الإرهاب والدمار وأظهرت إصراراً على استخدام أبناء اليمن كحطب يخدم أجندات إقليمية، ومن ثم فلا مجال للحديث عن سلام أو حوار مع هكذا ميليشيا.
وقد أثبتت جرائم الحوثي المستمرة في اليمن وضد السعودية الشقيقة وأخيراً ضد الإمارات أن هذه الميليشيا لا تعرف إلا لغة القوة وتستغل مبادرات وفرص السلام لتعزيز مكاسبها العسكرية على الأرض، ومن هنا جاء التحرك الحاسم من قبل ألوية العمالقة، بإطلاق معركة «إعصار الجنوب» لتأمين الساحل الشرقي لليمن، وتحرير مديريات شبوة وهي العملية التي حققت مكاسب كبيرة أفقدت ميليشيا الحوثي صوابها ودفعتها إلى الإقدام على خطيئتها الكبرى ضد الإمارات، ومن هنا لن يلوم أحد الإمارات أو السعودية في حالة مواصلة العمل العسكري حتى يتم تطهير اليمن والمنطقة من هذه الجماعة الإرهابية.
* كاتبة إماراتية