نجح «إكسبو 2020 دبي» في دفع عجلة التعاون الدولي، بهدف تحقيق الازدهار المستقبلي للعالم، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، حيث أسهم في زيادة جرعة الوعي بضرورة تعضيد التعاون في ما بين بلدان العالم، لبناء مجتمعات أكثر ازدهاراً واستدامة، وأعاد الزخم لبناء عالم أكثر تعاوناً وتعاضداً.
الحدث العالمي الذي شهد زيارة أكثر من 10 آلاف من رؤساء الدول والمسؤولين والقيادات الحكوميين والشخصيات العامة أبدع في إعادة التفكير، وإعادة التصميم، وإعادة البناء، وبرهن فعلياً على ما يمكن تحقيقه إذا ما اجتمع العالم بقلب واحد، حيث شكل الحدث دفعة إيجابية لطريقة التعاون بين الأمم، بحيث تركز على تنفيذ الالتزامات وليس فقط إصدار توصيات في مواجهة التحديات الملحّة عالمياً، ليكون نموذجاً لما يمكن تحقيقه في العالم، خلال السنوات المقبلة بتحقيق التغيير الإيجابي الكفيل بتوفير حياة ومستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
الحدث وجّه من خلال فعالياته الضخمة رسالة للعالم بالتركيز على المستقبل، والبدء في إيجاد حلول للقضايا الكبرى التي ما زالت تؤثر على شريحة كبيرة من العالم، أهمها الفقرـ التغيير المناخي، عدم المساواة في التعليم والصحة، ووضع خطوات مبتكرة، للاستفادة مما توفره التكنولوجيا وأدوات الثورة الصناعية الرابعة من إمكانات وفرص، لمواجهة التحديات المستقبلية، وتحسين الوضع العالمي.
ولا شك في أن أثر التعاون الإيجابي بين الدول في «إكسبو 2020 دبي» سيمتد لعقود لا سيما أنه تم وضع خطوط عامة لخريطة طريق مستقبلية، من شأنها أن توفر إطاراً لمستقبل عادل ومنصف وشامل للناس والكوكب على حد سواء بتسخير قدرات الرقمنة والتحولات المجتمعية، من أجل حل المشاكل البيئية والاقتصادية، وخلق ثورة في مجال الاستدامة، إذ إن التبني المبكر لأدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، سيؤدي إلى تحقيق فوائد عالمية مشتركة.