للمواد الغذائية قديماً أهمية كبيرة في أنفس الناس وذلك لعدة أسباب منها:

صعوبة تحصيل لقمة العيش وغلبة الفقر على السواد الأعظم من السكان، ومرور المنطقة بمجاعات في أزمنة تاريخية متقطعة، آخرها كان في فترة الحرب العالمية الثانية

(1939 – 1945م). كما حث الإسلام على الاقتصاد في المعيشة، والترهيب من البطر المؤدي إلى زوال النعم، ولذلك كان الناس يصفون الطعام بأنه (نعمة الله) ويستنكرون رمي بقايا الطعام أو التخلص منها بطريقة غير لائقة، باعتبار ذلك إنكاراً للنعمة، مما ينذر بزوالها.

وللغذاء بنوعيه المأكول والمشروب، ثقافته الخاصة لدى شعوب الأرض جميعها دون استثناء، ويتضح ذلك من خلال: المباح والمحظور من المواد الغذائية، بحسب الأديان التي تعتنقها تلك الشعوب، ومتى يسمح بتناول شيء منها اضطرارياً، والعقوبات المترتبة على الاستهانة بتحريمها، وخصوصية البيئة الطبيعية وما توفره لساكنيها من مواد غذائية أصبحت متأصلة في التراث المادي لأبناء تلك البيئات كتناول التمر والأرز في الإمارات، والأصيل والدخيل من الأصناف الغذائية والعوامل التي ساعدت على اقتباسها، ونظام الوجبات من حيث مواعيدها والأصناف التي يتم تناولها في كل وجبة، والآداب التي تجب مراعاتها في تناول الطعام، سواء أكان الشخص الآكل منفرداً أم ضمن مجموعة، وهي آداب مستمدة من تعاليم الدين ومن الموروث الشعبي الضارب في القدم، ونسميها في دولتنا بالسنع، والذي يشمل الآداب التي ينبغي مراعاتها في مختلف شؤون الحياة بما فيها جانب الغذاء.