احتفت دولة الإمارات، بذكرى توحيد قواتها المسلحة الأبية، التي حمل جنودها راية الوطن خفاقة عالية، ترفرف في سماء العزة والمنعة، وكانوا درعاً منيعاً حصيناً له، من شر كل عدو يفكر مجرد تفكير في الكيد له، أو المكر به، وفرساناً نبلاء يحملون رايات السلام، ويلبون نداء الواجب في أي وقت وحين، مسارعين إلى ذلك بكل همة وشجاعة، ويسهمون في تعزيز أواصر السلم والاستقرار، إقليمياً ودولياً.

لقد سطرت قواتنا المسلحة، بكل جدارة، إنجازات مشرفة في كل الميادين، بما اتصفت به من البسالة والإقدام والإخلاص والكفاءة العالية، والمبادرة إلى أداء المهام الموكلة بها بإتقان.

وذلك في مختلف المواقف والظروف، في الرخاء والشدة، في السلم والحرب، متحلية بأرفع القيم والمهارات، وأساليب الإعداد والتدريب على أعلى مستوى، حتى ارتقت إلى مصاف أحد أقوى الجيوش في المنطقة والعالم، جاعلة سلامة الوطن وصيانة حدوده ومنجزاته ومكتسباته، وأمنه واستقراره، ووحدته وتلاحمه، غايتها الأساس، لا يثنيها شيء عن واجباتها، ولا يحيد قيد أنملة عن قيمها.

لقد أسهمت قواتنا المسلحة في دعم مسيرة التنمية والنهضة والازدهار، وتعزيز الرخاء والسعادة لكل من يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء، باعتبارها الدرع الحصين له، وصمان أمان استقراره، فلها الفضل، بعد الله تعالى، في ما نتمتع به من أمن واستقرار، وفي هذا الصدد، أكد القائد المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه:

«إن رخاء المجتمع وتقدمه، لا يصانان إلا بوجود قوات مسلحة رادعة، تكون الدرع الواقي والسياج الحصين لهذا الوطن وأبنائه»، وقد كانت قواتنا المسلحة عند حسن الظن، درعاً حصيناً، وسياجاً منيعاً، حتى أضحت دولة الإمارات، من أكثر الدول التي تتمتع بالأمن والاستقرار، ويعيش فيها أكثر من 200 جنسية من حول العالم، آمنين مطمئنين سعداء.

كما كانت قواتنا المسلحة، وبكل فخر، خير سند للأشقاء والأصدقاء، وخاصة في أوقات المحن والشدائد والأزمات، تقف بجانبهم في دفع الظلم والعدوان عنهم، وتشاركهم في صيانة أوطانهم، ضاربةً أروع الأمثلة في التضامن والتضحية والفداء، كما امتدت إنجازاتها على المستوى الإنساني، إلى شتى مناطق العالم، لتقديم يد العون للمحتاجين أينما كانت، فكان سجلها بحق، سجلاً حافلاً بالإنجازات المشرفة، التي يتحدث التاريخ عنها، وتفتخر بها الأجيال.

محطات كثيرة توثق إنجازات قواتنا المسلحة الباسلة، لا يتسع هذا المقال لذكرها وبسطها، سواء في دعم الأشقاء في الكويت، بالمشاركة في قوات درع الجزيرة في حرب التحرير، أو في حفظ عملية السلام في لبنان، وإزالة الألغام، والقنابل العنقودية هناك، لينعم الشعب اللبناني بالأمن والاستقرار، أو في دعم إعادة الإعمار في الصومال، وحفظ استقراره، أو في الوقوف مع الأشقاء في اليمن.

وذلك بالمشاركة في عاصفة الحزم، التي هبت لإنقاذ اليمن، حكومة وشعباً، من عدوان ميليشيات الحوثي وإرهابه، أو بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي امتد شره للقاصي والداني، إلى غير ذلك من الميادين المشرفة، التي شاركت فيها قواتنا المسلحة، لنصر الحق والعدل، وحفظ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وقد سطرت قواتنا المسلحة في كل هذه الميادين، إنجازات إنسانية، وملاحم بطولية، حتى قدمت في سبيل ذلك، كوكبة من الشهداء الأوفياء، الذين ضحوا بأرواحهم، دفاعاً عن وطنهم، وتلبية لنداء قيادتهم، وإغاثة لإخوانهم وأشقائهم، فكانوا بحق تيجان فخر وعز، نقشت أسماؤهم بحروف من ذهب، في أنصع صفحات التاريخ، تتناقل الأجيال سيرتهم، وتلهج الألسنة بالدعاء لهم.

إن مسيرة قواتنا المسلحة، مسيرة مشرفة، مسيرة لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية والرخاء، لمجتمعنا خاصة، وللعالم أجمع، وإننا لنغتنم هذه المناسبة، لنتوجه بكل الشكر والتقدير والعرفان، إلى قواتنا المسلحة الباسلة، وجنودنا الأبطال، الذين نفتخر بهم، ونعتز بإنجازاتهم، فهم قدوات مشرقة ملهمة للأجيال في حب الوطن، والتحلي بروح الولاء والانتماء، وترجمة ذلك واقعاً عملياً مشرقاً.

حفظ الله وطننا، وبارك في قواتنا المسلحة، وأدام علينا الأمن والاستقرار، والرخاء والازدهار.

* كاتب إماراتي