بتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله» رئاسة الدولة، بعد اختيار المجلس الأعلى للاتحاد لسموه، خليفة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، تبدأ دولة الإمارات مرحلة جديدة في عمرها الزاهي، حيث سيتواصل مشوار العطاء والبذل الذي سار عليه المغفور له، سلفه، الشيخ خليفة بن زايد.

لم يكن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله» بعيداً عن سدة الحكم، فقد تربى على يد والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي تعهد أبناءه جميعاً بالرعاية والاهتمام، والإعداد لتحمل المسؤولية، فجاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أحد خريجي هذا النهج في القيادة والإدارة والعسكرية والسياسة، عاش في صلب دائرة صنع القرار، وأسهم في مراحل عديدة من عمر الدولة، ورسم مسار العمل الوطني.

وتحمل المسؤولية بجانب المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة، وكان عضده الأيمن، وكان خبيراً في أمور الحكم، والعلاقات الخارجية للدولة، حيث أكد على نهج زايد بدعم العلاقات السياسية والاقتصادية مع بلدان العالم، وكان وراء البرامج التي شهدتها العلاقات الدولية للدولة، واتسعت رقعة التواصل مع العالم، وتأكيد مكانة الدولة، وكونها دولة تلتزم بحياديتها في علاقاتها مع الدول، تساعد الحق والعدل، وتنتصر لمن يطلب مواقفها في المحافل الدولية، وتقدم العون والدعم لكل المحتاجين.

على المستوى الداخلي، كانت لسموه المواقف المشهودة في العمل الوطني، كان قريباً من مجتمعه، وتبقى مقولته «البيت متوحد» دعماً للوحدة الوطنية.

وكان مجلسه الذي يلتقي فيه المواطنون وصناع القرار، مؤسسة تأهيلية لكل من يحضره من الشباب. وعندما أطلق مقولته الشهيرة مع تفشي وباء «كوفيد 19» حين قال (لا تشلون هم) المطمئن للناس، والذي عجل في تعافي الدولة من هذا الوباء. كما كان لجهود سموه في دعم الدول الشقيقة والصديقة لمساعدتها على مواجهة الوباء، ما ساعدها على إنقاذ شعوبها من آثار هذا الوباء.

يتولى سموه قيادة الدولة بعد أن حققت العديد من الإنجازات في عهد المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ خليفة عليهما رحمة الله، وكان مساهماً فاعلاً في كل تلك الإنجازات. يتطلع شعب الإمارات إلى مزيد من المنجزات في عهده الميمون، فهناك الكثير من الملفات الوطنية التي نرجو أن يتم الالتفات إليها، وحتماً سيكون ذلك ضمن أولويات سموه. فقد روى لي المرحوم حمد بن خليفة بوشهاب أن بعضاً من جلساء المغفور له الشيخ زايد أثنوا على ما قدمه سموه لشعبه، سائلين الله أن يستمر ذلك فقال: (اطمئنوا سيستمر ذلك، وعندما يتولى الشيخ محمد سيفعل مثل الذي عملته وأكثر). أسأل الله العلي القدير أن يوفق سموه في كل ما يسعى إليه لخدمة وطنه وشعبه وأمته، وأن يرزقه البطانة الطيبة.

إذا مات منا سيد قام سيد

قؤول لما قال الكرام فعول

*رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي