يعد الشعر بنوعيه النبطي والفصيح أحد أهم مكونات التراث الأدبي الإماراتي الغني الذي توارثته الأجيال عبر القرون وأغناه كلّ جيل منها بإنتاج قرائح شعرائه الموهوبين، مع تفاوت في المحصلة من حيث الكم والكيف، رغم فقدان الكثير من القديم لأسباب لا حصر لها. وتنوعت فنون القول في الشعر النبطي.

فهناك القصيدة - المربوع - التغرودة - الرزحة - العازي - العيدان، وهناك ما يصلح للنهمات البحرية وحداء الإبل وللمهاواة على الأطفال الرضع لتنويمهم، هذا إلى جانب القصائد التي تقال لتنشد في اللوحات الشعبية كالعيالة والآهال والرزيف والأهازيج المختلفة.

كما أن هناك تراثاً شعرياً فصيحاً أنتجه شعراء ذوو باع طويل في الثقافة اللغوية. وخلال الستين عاماً الأخيرة وجدت عشرات الدواوين سبيلها للطبع بدءاً من ديوان الماجدي بن ظاهر الذي اعتنى بطبعه المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، عام 1963 في (المطبعة العمانية) بدبي لصاحبها هاشم السيد رضا الهاشمي، ثم ازداد زخمُ النشر بعد قيام الاتحاد وتعدُّد المؤسسات الثقافية التي تهتم بالجانب الأدبي والشعر، إلى جانب ما نُشر بمجهود شخصي من قبل الشعراء أنفسهم أو ذويهم.

كما ضمت دواوينُ القصائد المختارة نخبةً من القصائد بعضها لشعراء مُقلين لم يكن بالإمكان إصدار دواوين خاصة بهم، وكان للمرحوم حمد بوشهاب دور مهم بجمع أشعار معاصريه وتأليف دواوين لهم، كما تضطلع أكاديمية الشعر بأبوظبي بدور كبير في نشر دواوين الشعراء القدامى والمحدثين.

واعتباراً من عقد التسعينيات كثر النشر الإلكتروني عبر حسابات الشعراء والمهتمين بالتراث الأدبي ومن هنا بات من الضروري التفكير بمشروع إنشاء مكتبة متخصصة في الشعر الإماراتي، من أهم أهدافها جمعُ الحصيلة الضخمة المطبوعة من الأشعار ومتابعة ما يصدر من دواوين شعراء الإمارات والدراسات المتعلقة بالشعر الإماراتي بنوعيه النبطي والفصيح، إضافة لجمع التراث الشعري المخطوط وعرضه للجمهور، وحبذا لو كان لتلك المكتبة المركزية، التي نطمح لظهورها على أرض الواقع، فروع في عدد من الإمارات.