لست أنا من يدعوك إلى أن تفعل هذا، ولكنها الصحافية ميجان كيلي، مقدمة برنامج «ميجان كيلي شو» على شبكة راديو وتلفزيون NBC الأمريكية.

كانت ميجان كيلي تعلق على تصريح كيري بيرغ، رئيسة ديزني، الذي ذكرت فيه أن إنتاجات الشركة ستدعم وتروج من الآن فصاعداً موضوعات المثلية، وتقول إن أحد مسؤوليهم التنفيذيين قال إن لديهم عدداً بسيطاً من الأبطال المثليين في محتواهم. ثم تنتفض مستغربة: «قلت: ماذا؟! هذا لا يعقل. ثم أدركت أن ذلك صحيح فعلاً».

وتضيف: «سنتجه لجعل محتوانا أكثر شمولاً. من الآن فصاعداً سنزيد من المحتوى المتعلق بالمثليين، ومزدوجي الهوية الجنسية، والمتحولين جنسياً». كاشفةً عن أنها أم لطفلين مثليين؛ أحدهما متحول جنسياً، والآخر ثنائي الجنس.

ميجان كيلي علقت بحماس: «أعتقد أن هذا غير ضروري تماماً، وتعدٍّ للحدود. لا أريدك أن تمارس نشاطك على أطفالي.. حسناً.. قم بعمل فيلم يعلمنا التسامح.. اللطف.. الدعم لإخوانك من البشر». ثم وجهت حديثها إلى المشاهد قائلة: «احذر.. لا تضع فيلم ديزني أمام طفلك قبل أن تفهم تماماً ما الذي سيتم الترويج له.. من سيكون البطل.. وما هي الأجندة التي يريدون تمريرها. هذه لم تعد ديزني التي عهدناها».

كانت شركة ديزني قد قررت إضافة الشخصيات المثلية إلى إنتاجها كنوع من الاحتجاج على صدور قانون (Don’t Say Gay) من مجلس نواب ولاية فلوريدا.

والذي نص على منع أي نقاشات حول الميول الجنسية في المدارس الابتدائية، الأمر الذي أغضب مجتمع المثليين، وجعلهم يصرحون في وسائل الإعلام أن القرار يهدف إلى تهميشهم، بل يعرض حياتهم للخطر، وأنه يستهدف بشكل غير عادل مجتمعهم.

بعد صدور القانون أعلنت شركة ديزني أن شركة Pixar أضافت مشهداً للمثلية في فيلم Lightyear حيث احتوى الفيلم على مشهد قبلة بين شخصيتين من الجنس نفسه كان قد تم حذفه بعد اعتراض الجمهور. تراجعت ديزني عن القرار سريعاً بعد اعتراض مجتمع المثليين والضجة التي أثاروها، وقدمت لهم اعتذاراً.

قبل أشهر منعت عدد من الدول عرض فيلم Eternals بسبب مشاهد جنسية وعلاقة مثلية، حيث احتوى الفيلم على مشاهد لبطل خارق مثليّ الجنس، هو الأول من نوعه في هذه السلسلة. طالبت دول عربية الشركة المنتجة بحذف أحد مشاهد الفيلم تضمن ظهور رجل يقبل شخصاً آخر من جنسه فرفضت الشركة، الأمر الذي تسبب في وقف العرض في تلك الدول.

جاء تمسك الشركة المنتجة بعدم حذف مشاهد من الفيلم بعدما عبرت المخرجة كلوي تشاو في عدة مقابلات عن رغبتها في عدم تغيير أو حذف أي أحداث من الفيلم، خاصة أنها المرة الأولى التي تعرض فيها Marvel Studios التابعة لشركة ديزني زوجين من الجنس نفسه، وواحدة من المرات التي يتضمن فيها أي فيلم دعماً صريحاً لمجتمع المثليين بجميع أصنافهم.

وتستمر Marvel Studios في العناد فترفض حذف مشهد حواري مدته 10 ثوانٍ من فيلم Doctor Strange 2 لشخصية من كوكب مثلي، هي أمريكا شافيز، فيما يظهر علم المثلية لمدة 40 دقيقة على الشاشة بسبب وضعه على ملابس الشخصية المثلية.

الأخبار الواردة من ديزني تؤكد أنها ماضية في دعم المثليّة والترويج لها، بعد أن أكدت الشركة أن هناك نية لتحويل وإنتاج نحو 50% من الشخصيات الكارتونية التي تظهر في أفلام ومسلسلات الكارتون المنتجة من قِبَلها بنهاية عام 2022 إلى شخصيات مثلية الجنس، في محاولة لدعم مجتمع المثليين والعابرين والمتحولين جنسياً ومزدوجي الهوية الجنسية.

ديزني أكدت أيضاً أنها ستقوم بتغيير الرسائل المسجلة، فهي مثلاً لن تعود تقول: «أيها السيدات والسادة، أو الأولاد والبنات». بل: «أيها الحالمون من جميع الأعمار».

ديزني التي نتحدث عنها ليست شركة صغيرة أو هامشية لا تأثير لها. إنها أكبر شركات الإنتاج والترفيه في العالم. عن طريقها عرفنا وعرف أطفالنا ميكي ماوس، وسنو وايت والأقزام السبعة، وأليس في بلاد العجائب، وبينوكيو، ودامبو، وبومبي، وسندريلا، وويني ذا بوه، والجميلة النائمة، والملك الأسد، وسلسلة طويلة من أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة التي ارتبطت بذاكرة طفولتنا وطفولة مليارات البشر منذ اختراع التلفزيون ودخوله حياتنا.

شكراً ميجان كيلي على دعوتك إلى حماية أطفالنا من أفلام ديزني، ولكن لو أن الأمر اقتصر على ديزني وأفلامها لكان مقدوراً عليه. الأمر أكبر من ذلك يا ميجان. فلو كان سهماً واحداً لاتّقيتُه.. ولكنّه سهمٌ وثانٍ وثالثُ.

* كاتب وإعلامي إماراتي