تحظى كل من تقنية الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR)، بشعبية واسعة ضمن مجال التكنولوجيا الناشئة، فالتجربة الغنية التي تمنحها هذه التقنيات، جعلتها متفردة عن غيرها، والإمكانات المتقدمة التي تمتلكها، أولتها أهمية كبيرة في مجالات مستقبلية متعددة، كمستقبل الألعاب، والتسويق، والتجارة الإلكترونية، والتعليم وغيرها، على الرغم من اختلاف تقنية الواقع الافتراضي عن تقنية الواقع المعزز، إلا أنّ هناك بعض اللبس بين المصطلحين.

تقنية الواقع المعزز، هي من أكثر التقنيات المتاحة للأفراد، حيث يمكننا استخدامها بتوظيف الهواتف الذكية، التي تحوّل الواقع المعزز للعالم الواقعي، إلى عالم ملوّن ومرئي، باستعراض مجسمات ثلاثية الأبعاد، وشخصيات افتراضية: ككاميرا الهاتف، ويعتبر الواقع المعزز، إضافة تعزز تجربة المستخدم في الحياة الواقعية، حيث تم توظيفه بشكل واسع من قبل شركات التسويق، لعرض منتجاتها عبر دمج تصميم المنتجات بذات التقنية التي تبهر العملاء.

أمّا تقنية الواقع الافتراضي، فهي ترتقي بتجربة المستخدم إلى مستوى آخر، من خلال إنتاج نموذج محاكاة، يتم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر بالكامل، ليبدو كعالم افتراضي بديل، ويمكن لهذه المحاكاة الغامرة أنْ تخلق عوالم مرئية، تسمح للمستخدم بالخوض في مغامرات، واستكشاف تجارب فريدة، واكتساب مهارات جديدة، والتعلم عن طريق التكنولوجيا، فقد تم توظيف الواقع الافتراضي في مجال الألعاب الإلكترونية، من خلال إنشاء بيئة افتراضية من خيال اللاعب، باستخدام معدات خاصة، مثل: أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاستشعار وسماعات الرأس والقفازات، وهذا يضيف ميزة تنمية الإبداع في تقنية الواقع الافتراضي، التي تمثل إحدى التقنيات الواعدة في مجال التعليم. 

فقد أدى دمج كلا التقنيتين، إلى بروز الواقع المختلط، وهو عبارة عن مزيج من العوالم المادية والرقمية، التي تتيح تفاعلات الإنسان مع الحاسوب، والبيئة ثلاثية الأبعاد، الطبيعية، والبديهية. فضلاً عن اعتماد هذا الواقع الجديد على التطورات في رؤية الكمبيوتر، والمعالجة الرسومية، وتقنيات العرض، وأنظمة الإدخال، والحوسبة السحابية، كما شملت هذه التقنية، رسم الخرائط المكانية، وتتبع حركة اليد، واتجاه النظر، واستيعاب الأوامر الصوتية، والتكامل في الأصول ثلاثية الأبعاد، ما يجعل المزج بين الواقع المعزز والافتراضي، أكثر فاعلية وتكاملاً.

أتاحت هذه التقنيات الجديدة والمتطورة، فرصاً لا محدودة لكل من الشركات والأفراد، فمن المتوقع أن ينمو سوق الواقع المعزز والواقع الافتراضي إلى 209.2 مليارات دولار، خلال هذا العام، وسيزداد الطلب على مهندسي البرمجيات والمصممين، فور توظيف كل من التقنيتين في المجالات المختلفة. فرغم المستقبل الواعد لهذه التقنيات، إلا أنّ هناك بعض التحديات التي تواجهها، وتعد تجربة الاستخدام المحدودة لهذه التقنيات، أحد تحدياتها، معظم الأجهزة المتاحة لا توفر تجربة متكاملة الرؤية للمستخدمين، حيث يتطلب تصميمها مع أجزاء إلكترونية أكثر فاعلية وتقدماً، لتصنع للمستخدمين تجربة افتراضية معززة، برؤية شاملة، وهذا سيرفع من تكلفة التصنيع، ما يؤدي إلى قلة عدد المستخدمين لهذه التقنيات، لتظهر عقبة أخرى للمطورين.