إضاءات وإشراقات تضمنتها كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي ألقاها من القلب إلى القلب.

والمفعمة بإشراقات الطموح والعزيمة والانطلاق نحو المستقبل، وجهها سموه إلى شعب الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، كلمة ألقت الأضواء الساطعة على النهج الإماراتي الراسخ منذ عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في المضي بالوطن وأبنائه نحو آفاق الصدارة والريادة في شتى المجالات والميادين.

لقد افتتح سموه كلمته بالوفاء ورد الجميل إلى فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، والتذكير بالقادة المؤسسين، وما تحقق في دولة الإمارات من قوة وتطور ومكانة عالية مرموقة وإنجازات استثنائية، غارساً قيمة الشكر لله تعالى على هذه النعم العظيمة، وما أعظمها من قيم، أن يستحضر الإنسان ما حباه الله من النعم الغزيرة، فينشرح صدره، ويستنير قلبه، ويمتلئ سعادة وأملاً وتفاؤلاً.

كما أكد رئيس الدولة الاستمرار على نهج القادة المؤسسين وحكمتهم ورؤيتهم، واستلهام الدروس والعبر منهم، مبيناً أن سفينة الوطن تمخر عباب التطور والازدهار بنهج متوازن يحقق التكامل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأن تاريخنا وهويتنا وموروثنا الثقافي جزء أساسي من مسيرتنا المشرقة نحو المستقبل.

وهكذا هي دولة الإمارات، كالشجرة الطيبة، التي تمتد جذورها الأصيلة ثابتةً راسخةً في تراب هذا الوطن بهويته وثقافته وتاريخه العريق، وتنتشر فروعها في أعالي السماء بثمارها وخيراتها التي تعم البشرية جمعاء.

ومن الإضاءات المشرقة في كلمة سموه تعزيز قيم التعاون والتآلف والتلاحم، والتفاف الشعب حول قيادته، وما يثمر ذلك من قوة وعزة، وما أحوج المجتمعات إلى هذه القيم الراقية التي ترسي دعائم السلام والاستقرار والوئام والمحبة والتآلف بين القيادات والشعوب، وتدفع الجميع ليضعوا أيديهم في أيدي بعض من أجل بناء الوطن وازدهاره.

فيكونوا كالجسد الواحد والبيت المتوحد القوي الذي لا يستطيع أحد الإضرار به، وكيف يستطيع ذلك والأسوار المنيعة تحيط به من كل جانب، أسوار الوحدة والتلاحم والتكاتف، فلا تؤثر في هذا البيت شائعات ولا أقاويل ولا أجندات أو مؤامرات، فأهله قوة واحدة متلاحمة، يواجهون التحديات متكاتفين متآزرين، ويحرصون على أمن الوطن واستقراره وسيادته صفاً واحداً خلف قيادتهم، التي يتمسكون برؤيتها وتوجيهاتها ونهجها المشرق.

وكما عودتنا قيادتنا الحكيمة أكد رئيس الدولة أن راحة المواطن وسعادته ورعايته على قمة أولويات الدولة منذ نشأتها، وأنها الأساس في مسيرة الانطلاق نحو المستقبل، وهو ما نراه ونلمسه كل وقت وحين في عناية القيادة الحكيمة بشؤون المواطنين، والحرص على مصالحهم، وتوفير أرقى الخدمات لهم، من مسكن وصحة وتعليم ودعم اجتماعي ومختلف متطلبات الحياة والعيش الكريم.

مشيداً سموه بهذا الشعب العزيز، الذي أثبت أصالته وصلابته وقدرته على تجاوز التحديات، كما ثمّن سموه دور المقيمين على أرض الوطن.

مشيداً بإسهاماتهم المستمرة، فهم شركاء في مسيرة البناء والتطوير، وبهذا النهج المشرق أضحت دولة الإمارات واحة تسامح واستقرار لمختلف الجنسيات من حول العالم، الذين وجدوا في دولة الإمارات وطنهم الثاني، يتمتعون فيها بمقومات الحياة الكريمة، ويمضون جنباً إلى جنب مع أبناء الإمارات في مسيرة التطوير والبناء.

إن الإضاءات المشرقة في كلمة رئيس الدولة كالشمس الساطعة لا تنحصر أنوارها، فقد أكد سموه ما تتمتع به دولة الإمارات من اقتصاد قوي، ومنظومة تنموية متطورة، وموارد غنية، وقوى عاملة متميزة، وما تنتهجه من تنويع الاقتصاد، وتنمية القدرات في مجال العلوم والتكنولوجيا، وما تتمتع به من نهج خارجي قائم على حسن التعامل والمصداقية والتعاون البنّاء والسمعة الطيبة والعطاء المتدفق في العمل الخيري والإنساني، وتعزيز السلام والاستقرار، حتى أضحت دولة الإمارات مصدر إلهام وأمل لشعوب المنطقة والعالم.

وفي ختام كلمة رئيس الدولة تجلّت قيم مهمة، قيم الطموح والأمل والنهج المستمر في الإنجاز والعطاء، لتكون دولة الإمارات الأولى في شتى المجالات، وليتحقق لهذا الوطن وشعبه الأفضل في جميع الميادين.

* كاتب إماراتي