تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة لاعباً عالمياً مهماً في الاقتصاد العالمي، وتحرص على ريادتها في اقتصاد الفضاء، الذي يحظى بأهمية كبيرة ويحمل في طياته مستقبلاً واعداً، ويقصد به الاستغلال التجاري للإمكانيات التي يوفرها الفضاء مثل الأقمار الصناعية والاتصالات والإنترنت وغيرها، حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، السعي لجعل الإمارات وجهة عالمية رئيسة في علوم الفضاء ومشاريعه، خاصةً بعد فوزها برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي (كوبوس)، التي تضم عضويتها أكثر من 100 دولة.
وبحسب الإحصاءات، فإن حجم اقتصاد الفضاء العالمي بلغ 370 مليار دولار في عام 2021، فيما يتوقع الخبراء نمواً بنسبة 75% للقطاع ليصبح 642 مليار دولار بحلول عام 2030، وأن حجم الأقمار الصناعية سيصل 1736 قمراً صناعياً حول العالم لأغراض استكشاف الفضاء.
والسؤال هنا، ماذا تستهدف دولة الإمارات وراء دعم اقتصاد الفضاء؟
وجه رئيس الدولة باستضافة «حوار أبوظبي للفضاء» في ديسمبر المقبل؛ لصياغة سياسات دولية جديدة في مجال الفضاء، وقيادة حوار عالمي حول أهم التحديات التي تواجه القطاع؛ للعمل على حلها، إلى جانب الاستثمار الأمثل لما تتمتع به الدولة من ريادة في قطاع الفضاء، والعمل على تحسين الأوضاع الجيوسياسية والجيواقتصادية؛ لما فيه من مصلحة الشعوب، فضلاً عن تأكيد التزام الإمارات بالمعاهدات والاتفاقيات المبرمة.
ولا يخفى على الجميع الفرص الاستثمارية في قطاع الفضاء، حيث إن لدولة الإمارات إنجازات عديدة في زيارة الفضاء، وتعمل على اكتشاف الموارد الطبيعية التي يمكن استغلالها في هذا المجال، فعلى سبيل المثال: قطاع التعدين والمعادن الطبيعية التي يمتلكها الفضاء، يتيح للدولة إمكانية استثمارها، عوضاً عن استيرادها من الدول الأخرى، بالإضافة إلى قطاع البحث والتطوير، الذي ساهم بصنع السياسات والأنظمة، التي بدورها عززت المعارف والابتكارات لدى الموارد البشرية المواطنة، واستثمار قدراتها وتسخيرها لاكتشاف الفضاء، بما يحقق استراتيجية الإمارات في هذا الصدد ويعزز مكانتها العالمية، التي باتت مرجعاً لكثير من الدول في هذا المجال.
بينما سوف تعزز السياحة الفضائية مستقبل البشرية، لما يتوقع لها من دور فاعل في الاقتصاد العالمي، وما سوف تعكسه على مستقبل الفرص الوظيفية والتخصصات العلمية في الإمارات، من حيث إمكانية أن تكون من أهم السياحات المستقبلية للشعوب. وبذلك، من المرجح أن تختلف المعادلة ويصبح لدينا إقبالاً على التذاكر الفضائية أكثر من تذاكر الطيران لدول العالم.
ومن الفوائد الأخرى، دراسة الظواهر المناخية ورصد الملاحة الجوية والتنبؤات الفلكية وكيفية إدارة أزماتها والتغلب عليها، والتي لاحظنا أثرها على دول العالم في الآونة الأخيرة.
ونصيحتي للشباب تكمن في دراسة هذه التخصصات والاستجابة للمتغيرات كافة، مع العمل على الاستثمار في هذا القطاع وتهيئة أبنائنا له لأنه المستقبل.