للاقتصاد الرياضي تأثيرات إيجابية عديدة على مستوى الناتج المحلي الإجمالي، فهو من التخصصات التي تعنى بها كثير من الدول حول العالم ، إذ أن أكثر عن 150 جامعة في الولايات المتحدة تختص بتدريس هذا النوع من الاقتصاد، الذي يهتم في مختلف المجالات الرياضية ومدى التنافسية فيها، و لا يخفى على أحد الدور الاقتصادي الكبير للمونديالات التي تقام كل أربع سنوات على الناتج المحلي للدولة المستضيفة للحدث، الذي يعدّ الأول والأكثر جماهيرياً في عالم كرة القدم.
وها نحن نترقب في الوقت الحالي مونديال كأس العالم 2022 الذي يقام في دولة قطر الشقيقة، التي تعتبر أول دولة خليجية تستضيف مونديال كأس العالم لكرة القدم، زبحسب الإحصاءات الرسمية، أنفقت قطر ما يقارب الـ230 مليار دولار على مدى 11 عاماً على مشروعات البنى التحتية، استعداداً للفعالية الرياضية الأهم عالمياً. في المقابل، تتوقع التقديرات الرسمية لقطر بأن يسهم مونديال كأس العالم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لاقتصادها بما يقارب الـ17 مليار دولار، مع توقعات بوصول أعداد السيّاح خلال أيام الحدث إلى مليون سائح تقريباً، الأمر الذي يعني مساهمة مونديال 2022 في تحقيق مستهدفات قطر للوصول إلى 6 ملايين سائح بحلول عام 2030.
وبلغة الأرقام التي تظهرها إحصاءات مونديال كأس العالم 2018 في روسيا، استفادت الأخيرة من الفعالية الرياضية الأبرز في العالم بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بواقع 14 مليار دولار، مع توافر ما يزيد على 220 ألف وظيفة، فيما ذكرت الحكومة الروسية أن أعداد الزائرين لها خلال الحدث بلغ 600 ألف سائح، وانعكست نتائج ذلك بصورة جلية على القطاع السياحي بكل المرافق التي تعنى بتقديم خدماته، مثل: الفنادق والمطاعم والمطارات وغيرها الكثير.
وهنا نشير إلى الفرص الاستثمارية الواعدة لدولة الإمارات التي سوف تتأثر بشكل إيجابي كبير بفعل مونديال كأس العالم 2022؛ نتيجة لموقعها الجغرافي القريب من مكان انعقاد الحدث، فضلاً عمّا تتمتع به الإمارات من سمعة دولية مرموقة عكستها إنجازاتها التنافسية في استضافة الحدث العالمي الأكبر خلال العامين الماضي والجاري، ألا وهو «إكسبو 2020 دبي»، إلى جانب ما تمتاز به الدولة من استقرار سياسي وأمني، مع وجود قطاع سياحي متميز وذي جودة عالمية المستوى .
نصيحتي للشباب المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات بالاستثمار الأمثل واستغلال مونديال 2022، خاصةً في القطاع السياحي، فعلى سبيل المثال يمكن الاستثمار في حجوزات الفنادق استباقياً وبيعها على السيّاح الراغبين في حضور ومشاهدة مبارايات كرة القدم، وتخصيص رحلات سياحية لهم في أوقات استراحية المباريات لزيارة المتاحف وومختلف المعالم السياحية الفريدة في دولة الإمارات، مع عرض منتجاتنا وخدماتنا عليهم، بالإضافة إلى الاستثمار في العقارات المحلية التي تحظى برغبة مختلف المستثمرين حول العالم عبر طرح خصومات وتسهيلات ومحفزات جاذبة لهم، وكذلك في القطاع الغذائي من خلال العمل على تخصيص توفير ما يلبي رغباتهم من المأكولات المفضلة لديهم، وأيضاً في القطاع الإعلامي وروّاد وسائل التواصل الاجتماعي عبر تسخير الطاقات والإمكانات كافة في هذا المجال.
كل التوفيق للشقيقة قطر في مونديال كأس العالم 2022، آملين استضافة خليجية أخرى لأحد مونديالات العالم في الدورات المقبلة.