لغة الجسد تكشف الكثير مما تختزنه النفس، هكذا تبين لنا الدراسات، وبعضنا يجيد تماماً قراءة لغة الجسد، ويعرف تفاصيلها جيداً ويتمكن من اكتشاف مكامن الانفعالات، وبناءً عليها يتعامل مع الطرف الآخر. فحركات الجسد تبدو كلاماً صامتاً، وقديماً كان التفاهم بين البشر يتم عبر حركات الجسد، حينما لم تكن الحروف المنظومة موجودة.
من يدركون طبيعة هذه اللغة، يسعون إلى ضبط حركات أجسادهم، كي لا يقرأها الآخرون، ولكن يظل هناك مواقف يتحرك الجسد فيها بشكل لا إرادي، كما الخوف والغضب، وكلاهما يصعب السيطرة عليه، لا سيما وأن انفعالاته تظهر على الوجه، فعلامات الخوف ترى بوضوح، بمجرد اتساع العينين، وارتفاع الحاجبين، وهو ما ينسحب على الغضب، حيث يكون التوتر سيد الموقف، وسيد تعابير الوجه.
ومع تقلب الأيام، نمر بمواقف كثيرة تدخلنا في دائرة الغضب، أحياناً نصرخ بملء فمنا، وأحياناً نكظم غضبنا ونكتفي بالتعبير عنه بملامحنا، ولكن رغم ذلك تبقى السيطرة على مشاعر الفرح، أكثر سهولة من الغضب الذي يعد عاطفة إنسانية تتميز بحساسيتها وقوة استثارتها النفسية. ومستويات الغضب مختلفة، كما طرق التعبير عنه مختلفة وقد تصل أحياناً إلى مستوى أذى النفس أو الطرف الآخر، وهو يشبه الوقوف على حافة البركان.
في علاقاتنا الاجتماعية وحياتنا الزوجية تحديداً نتعرض لمواقف كثيرة، نعيش فيها مستويات مختلفة من الغضب، تقودنا إلى دائرة الخلاف الذي قد يؤدي إلى كسر العلاقة، وشق نسيج البيت، حيث يبدو الغضب كما شرارة نار لا تبقي ولا تذر، وهنا يصبح من الواجب السيطرة على هذه المشاعر وكظم الغيظ، ومحاولة استثمارها لاكتشاف نقاط القوة والضعف لدينا، ومعرفة مدى قوة الأساس الذي تقوم عليه العلاقة الزوجية، التي لا يجور تدميرها بمجرد الشعور بالغضب نتيجة خلاف أو موقف ما قد يتغير تماماً لو تحلينا بالصبر.
مسار:
ضبط النفس وانفعالاتها أول طرق الفوز بمعركة ضبط الغضب