يساهم التنويع في القطاعات الاقتصادية الكلية التي تقوم عليها الدول والسياسات في قوة هذه الاقتصادات بالإيجاب أو السلب، ويحدد بدوره اقتصاد جذب الانتباه الذي يركز على خدمة القطاعات الاقتصادية من حيث تركيز وسائل التواصل الاجتماعي على الترويج والتسويق للسلع والخدمات بغية تعزيز الطلب عليها في الأسواق محلياً وخارجياً.
كما أن اقتصاد جذب الانتباه يركز على كيفية استغلال أوقات الناس في جذبهم إلى البرامج والأنشطة بحسب ميولهم، فعلى سبيل المثال شركة "يوتيوب" تتابع أغلب الفيديوهات التي تحصل على أعلى مشاهدات وتعليقات؛ لتحصل على بيانات يمكنها أن توضح ميول المستهلكين من البرامج والأوقات الأكثر فعالية لتضع الخطط المناسبة؛ تحفيزاً لأصحاب المحتوى المرغوب بنشر فيديوهات أكثر، سعياً من الشركة في جذب مشاهدات أعلى واستغلال هذه البرامج بوضع الإعلانات لبعض الشركات والأفراد المتفق معهم للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم مقابل عائد مادي، كما نجح الصينيون في استحداث تطبيق "تيك توك" الذي غزى العالم إعلامياً واجتماعياً واقتصادياً، وبات يسهم في عوائد مالية بنسبة 70% للشركة و30% للمستخدمين، ووفق البيانات الصادرة في يناير 2022 فإن عدد مستخدمي "تيك توك" في جميع أنحاء العالم بلغ مليار نشط شهرياً، مقابل 800 مليون مستخدم شهرياً في عام 2021، الأمر الذي يثير الدهشة ويثبت نجاح الشركة في جذب انتباه الناس إليها.
كما أن من فوائد هذا القطاع أنه يوضح أنواع البرامج المطلوبة من المواهب المحترفة التي عليها إقبال عال من المشاهدات، ولنفترض البرامج الكوميدية، إذ يتم حصر المستهلكين من قبل الوسائل المتاحة وصنع أفلام ومسرحيات وقصص في مجال الكوميديا وجذب انتباه الناس لمشاهدات أعلى واستثمارها مالياً، ومن الجدير بالذكر، الثراء المعرفي والثقافات والتجارب التي تنتقل بين الأفراد والدول؛ لزيادة المعارف الضمنية لدى الموارد البشرية وتنميتها.
نصيحتي للشباب، الاستثمار في هذا الاقتصاد ومحاولة تبني محتويات هادفة وفعالة للجمهور، والعمل عليها عبر استغلال الوسائل المتاحة للعمل على جذب انتباههم واستغلال أوقاتهم بما يضمن تثقيفهم وتنمية الدخل الفردي والفكري من التجارب المتاحة.