​تطلق صفة العنيد على الشخص الذي يخالف الأمر الصحيح، سواء كان طفلاً أم بالغاً، فمن جهة الصغار يحاول كثير من الآباء السيطرة على عناد أطفالهم في عدم تقبلهم العادات السليمة، حيث يرفض الطفل الأكل الصحي ويصر على تناول الوجبات السريعة التي قد تسبب أضراراً على صحته.

وهناك بعض الشباب ربما يؤذون أنفسهم بالإصرار على سلوك وعادات سيئة تكلفهم صحتهم ومالهم، وأما كبير السن فقد يسبب إصراره على سبيل المثال على تزويج ابنه من ابنة عمه التي لا يريد الارتباط بها إلى هدم حياة أسرية يجب أن تكون مبنية على أسس صحيحة، أهمها القبول.

إصرار الشخص على الخطأ قد تتبعه خسائر فادحة، خسائر مع الأشخاص وعلاقاته الاجتماعية في حال  أصر مثلاً على صواب رأيه دائماً مع أنه على خطأ، متجاهلاً بذلك آراء الآخرين، وربما تلحقه خسائر في ماله بحدوث تدنٍ في وضعه الاقتصادي في حال أصر على التبذير وصرف المال على الكماليات، وخسائر في صحته في حال أصر على السهر طوال الليل لمشاهدة الأفلام وما يشغله من ترفيه عن أخذ قدر كافٍ من النوم ليستطيع مباشرة سعيه في النهار.

قد تختلف وجهات النظر حول الإصرار على موضوع ما من قبل شخص وآخر، فقد يرى الآخر أن ذلك الشخص عنيد، ولكن في ماذا؟

عندما يصر شخص على النجاح في مشروعه فيقف لمواجهة التحديات التي قد تعرقل إنجازه ويبحث عن الحلول للمشكلات التي قد تنشأ أثناء خوضه معركة لتحقيق هدف صحيح، فذلك إصرار على التفوق، وربما هو صحيح من منظور صاحب العلاقة، لكنه يعتبر سلوكاً خاطئاً من منظور شخص آخر، فيصف المثابر بأنه عنيد، ربما بسبب اختلاف القدرات والخبرات ونمط التفكير الذي يكون رؤية خاصة لكل شخص، ولكن عندما يتسبب مخالف الرأي في عرقلة سير المثابر ومحاولة إحباطه أو القيام بإفساد أعماله، هنا يكون السؤال: من منهم العنيد؟ هل من أصر على النجاح، أم من حارب هذا النجاح؟ 

هناك كثير من العوائد الإيجابية في حياة الفرد لا تأتي إلا بالإصرار، لأن غايتها سليمة، وقد يكلفه هذا الإصرار مالاً وجهداً، لكنه يصل به إلى إنجازات مثمرة، وغالباً ما تدوم إلى أمد بعيد، كالإصرار على التعلم أو العمل. 

الإصرار قد يقود إلى طريقين: أحدهما نحو ما هو مخالف للصحيح، وهو درب للخسائر، والطريق الآخر نحو العمل والتحدي للوصول إلى الإنجاز المثمر.