دائماً ما يثار موضوع إذا ما كان أصحاب الشخصية القيادية يولدون أم يصنعون، ينحاز البعض إلى أنهم يولدون لوجود صفات فطرية في بعض الأفراد، وينحاز آخرون إلى أنهم يصنعون من خلال اكتساب المهارات التي يمكن تعلمها في الصغر أو في أي مرحلة عمرية.

بغض النظر إذا ما كانوا يولدون أم يصنعون، فإن الشخصية القيادية هي نتاج لتفاعل مجموعة من المتغيرات تجعل الشخص القيادي مميزاً ونادر التكرار، فالشخص القيادي لا يؤثر في ذاته فقط وإنما على محيطه بحسب رؤيته وهدفه.

صفات مهمة يجب أن يتحلى بها الشخص القيادي، منها على سبيل المثال لا الحصر التوازن والنضج الانفعالي، الإبداع والنظرة غير التقليدية في حل المشكلات، تحويل الخطوات البسيطة إلى نجاحات وإنجازات عظيمة، المبادرة في تحسين الوضع الراهن، وامتلاك مصفوفة قيم بناءً على الأولويات، واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب. بالرغم من أن القيادة قد تكون بالفطرة، إلا أن أساليب القيادة الحديثة تحتاج إلى تعلم. لم يعد العالم بسيطاً، ومن أجل اتخاذ القرارات الصحيحة لا بد من تعلم وتطبيق استراتيجيات اتخاذ القرار. لعل مهارة اتخاذ القرار تعد من أهم المهارات التي يحتاجها القياديون اليوم لاتخاذ قرارات مستنيرة.

اتخاذ القرار علم بحد ذاته رفعت له الأقلام وكتبت فيه العديد من الكتب والمقالات ويدرس في العديد من الجامعات العالمية. نموذج هيكل السمكة، وأسلوب القبعات الست، وشجرة اتخاذ القرارات تعتبر بعض الأدوات التي تستخدم لاتخاذ القرارات الملائمة. اتخاذ القرارات الخاطئة يجب ألا يكون حجر عثرة في طريق الشخص القيادي، لأن القرارات الصائبة تذهب ما قبلها من أخطاء.

ماذا لو أدركنا أن اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة قد يكون أفضل من القرارات الدقيقة، ولكن بطيئة في بعض الأوقات؟ ماذا لو أدركنا أنه من الشجاعة الرجوع للقرار وتصويبه متى ما تبين لنا أن القرار السابق كان غير صائب؟ ماذا لو أدركنا أن عدم اتخاذ قرار، هو قرار بحد ذاته؟