«الإيجابية السامة» أو «الإيجابية الزائفة» مصطلح ليس جديداً ولكنه قد يكون غريباً على البعض، ولا سيما أولئك الذين تعودوا إطلاق عبارات التحفيز المغلفة بالتفاؤل، يدعون فيها إلى ضرورة التمسك دائماً بالنظرة الإيجابية حيال كل شيء والنظر إلى الجانب المشرق من الأشياء، وحتى في أحلك الأيام، وهو ما يتطابق تماماً مع تعريف موقع «فيري ول مايند» لـ«الإيجابية السامة»، إذ يشير إلى أنها تعني الاعتقاد بضرورة المحافظة على عقلية إيجابية ورفض المشاعر السلبية، بغض النظر عن مدى صعوبة أو شدة الموقف الذي يمر به الناس.
ورغم أهمية التمسك بالتفاؤل والنظرة الإيجابية، إلا أن الحياة ليست وردية دائماً، والمسارات فيها متخمة بالمطبات، والأيام ملأى بالتحديات وفيها قد نتعرض لمواقف صعبة وتجارب مؤلمة وقد نعاني الفشل والسقوط أحياناً، ما يجبرنا على اختبار قوتنا ومدى قدرتنا على التحمل. في هذه المواقف تتحول الإيجابية إلى سامة وتصبح غير واقعية، وخاصة حينما يتم الاكتفاء بتجاهل أو رفض المشاعر السلبية، والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. في هذه الحالات يصبح تأثير الإيجابية ضاراً كونه يمثل حرماناً من الدعم الحقيقي، ما يسهم في تفاقم الألم والإصابة بضغوط نفسية كثيرة تمتاز بآثارها المدمرة في حياة الإنسان ومحيطه العائلي والمهني وحتى حياته الشخصية.
استخدامنا «الإيجابية السامة» في بعض الأحيان يأتي بغير قصد، فالكثير منا لا يدرك أنها تمثل إعاقة حقيقية تمنعنا من النضوج والنمو واكتساب الخبرات المطلوبة من جملة المواقف الصعبة التي نتعرض لها، وما يصاحبها من توتر وقلق وخوف، وتمسكنا بـ«الإيجابية الزائفة» فيه إصابة بالخذلان وتعود إلقاء اللوم على أنفسنا ومشاعرنا الخاصة، التي يجب أن نطلق العنان لها للشعور بالتجديد والحيوية.
مسار:
الإيجابية السامة تحرمنا من الدعم الحقيقي الذي نحتاجه أحياناً.