يستقبل العالم العام الجديد برسالة أمل في أن تنتهي الحروب والمآسي، ونعيش حياة عنوانها السلام الذي تطمح له الإنسانية جمعاء وتنتهي فيها أصوات البنادق بالانتصار على الأحقاد وتناسي الخصومات، ومواجهة النزاعات والمشاحنات بلغة التسامح.
عام 2022 سينتهي باستمرار الحرب في أوكرانيا، والصراعات في الأمة العربية، وكم هائل من الأزمات التي تبدو مستعصية على الحل مع تصاعد حدة الخطاب الدولي المتضمن تهديدات باستخدام القوة، حيث إن أهم سمة للنظام الدولي الحالي هو عدم الاستقرار نتيجة الصراعات المحلية والإقليمية والنزاعات العرقية والطائفية المنتشرة في مختلف قارات العالم، ونتمنى أن يكون العام الجديد عاماً يستعاد فيه السلام إلى حياة الناس ومستقبلهم من خلال تكريس الحوار الجاد وتحقيق السلام مع الطبيعة والمناخ، لبناء عالم أكثر استدامة. فالمنطقة والشعوب العربية بشكل عام، طالما عانت وهي مستمرة في المعاناة.
ما يجب أن يتم التوقف عنده هو الانتباه بجدية للمستقبل بدلاً من المواصلة في نزيف الحروب والصراعات والخلافات لأن الحروب مدمرة والكل فيها خسران. السلام يعد الأمنية المشتركة والهدف الأسمى لكل البشر، وما دون ذلك عبث يحرق الجميع بلا استثناء، ورغم القرارات الدولية وجهود الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلا أن الحروب والصراعات لا تزال مستمرة في هذا الوقت الذي تسوده المصاعب الشديدة والمعاناة، سواء بالنسبة لمن يواجهون صراعات أم مجاعات أم كوارث في أنحاء العالم، ومن الواضح أن تحقيق طموح نشر السلام في العالم وإسكات أصوات البنادق يتطلب القضاء على جميع أشكال التمييز والتعصب، بما في ذلك التمييز القائم على العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، فالعالم بحاجة إلى نبذ العنف والعنصرية ومحاصرة خطاب الكراهية والتطرف ومجابهة الجماعات والقوى التي تروج للعنف، بالدعوة إلى تضافر الجهود لنشر التسامح وتكوين المواقف القائمة على الانفتاح وإصغاء البعض للبعض والتضامن بهدف العيش بسلام وإنقاذ الأجيال من ويلات الحروب بتعظيم قيم الوسطية والاعتدال.