«اسأل مجرب»، مقولة نقف أمامها لنسأل أنفسنا: إن كانت لنا تجربة سابقة في موضوع ما، فهل نحن أهل لأن نرد على سؤال من يلجأ إلينا رغبة في الاستفادة من تجاربنا؟
منافع التجارب السابقة بمثابة دروس للشخص العاقل، فإن علمته التجربة الصواب فسيكون أقرب في معرفة أسلوب أمثل للتعامل مع أمر ما، وذلك لما كونه من الخبرة التي جعلته من السهل أن يجيب عن السؤال المتعلق بها، وأقصد هنا الشخص الذي انتجت لديه التجربة قدرات وخلفيات زادته قوة في الإلمام والتعامل مع الموضوع بشكل سليم.
ومن الوارد أن تكون التجربة مؤلمة خصوصاً لو كانت بسبب خطأ صدر من صاحبها وكلفه ثمن ذلك خسائر باهظة بغض النظر عن نوع الخسائر، فمعرفته للصواب وتوقعه للنتائج اللاحقة جاء بعد استرجاع للأحداث المتسلسلة والمواقف التي مر بها فاستطاع التمييز على أثرها بين الخطأ والصواب.
قد تختلف نظرة شخص عن آخر مر بنفس التجربة من حيث الحلول أو الردود التي يتلقاها السائل، وذلك قد يكون بسبب اختلاف تحديد سبب حدوث المشكلة أو الموضوع المحدد ولكن ما يجب أن يدركه كل الأشخاص هو النتيجة، هل كانت إيجابية أم سلبية ؟
إذا عرف السبب بطل العجب، فعندما تكون هناك مشكلة، فإن تعامل الشخص معها بشفافية ومقدرة على تحديد جذورها و أسبابها يمكنه من مواجهتها والنجاح في تخطيها، ولذلك يكون حلها أقرب إلى الصواب وبالتالي تكون إجاباته من أكثر الإجابات فائدة لمن يلجأ إلى سؤال المجرب.
وهنا لا أقصد المشاكل أو المواضيع التي تحتاج إلى متخصص أو ذو علم في مجال ما، ولكن أتحدث عن صاحب المشورة الذي كون خبرته بعد الخوض في تحدي لأمر ما حسب نظرة من لجأ إليه.
في كثير من الأحيان يحتاج الناس إلى الاطلاع على عبر ومواعظ واقعية حدثت لغيرهم تفادياً للوقوع بنفس الأخطاء، ولذلك تكون كلمات صاحب المشورة دروس تعلمها من تجاربه ويلقنها إلى السائل لإثرائه.
ليست كل تجربة هي خبرة مفيدة للأخرين فهناك من لايزال يعيش أخطاء تجاربه ويكررها، وإنما التجربة النافعة هي التي يساهم صاحبها في التقليل من الأخطاء أو تكوين خبرة ناجحة جديدة لمن لجأ إليه.