«الإقناع» فن ومهارة، وهو إحدى أدوات التواصل الأساسية، يعرف بأنه القدرة على التأثير في المواقف والمعتقدات والسلوكيات، وتغيير الدوافع وحتى النية، وهو ما يفسر سبب إطلاق بعض الخبراء عليه مصطلح «النفوذ» لما يمتلكه «الإقناع» من قدرات عجيبة في إيصال الرسائل وتغيير المشاعر والتوجهات.
وفي حياتنا نلتقي الكثير من الناس، بعضهم يمتلك أدوات الإقناع، وآخرون يفتقرونها لعدم إدراكهم بأنه «مهارة لا بد من تعلمها والتدرب عليها»، لما تحمله من قدرة عالية على التأثير، كون فن «الإقناع» يقوم بالأساس على فكرة «الإعجاب»، فكلما زاد ارتفعت رغبة الاستماع للفكرة وقبولها وتأييدها أيضاً، وبرغم ذلك يظل لهذا الفن قواعده الخاصة، نعرفها جميعاً ونتمتع بها إلا أن بعضنا لا يحسن استغلالها جيداً، لذا تجده فاقداً أدوات الإقناع.
تتمثل أولى هذه القواعد في معرفة نوعية القاعدة الجماهيرية المستهدفة، وهو ما يساعد في معرفة طبيعة لغة هذه القاعدة، ما يجعل الاهتمام بهذه التفاصيل مهماً للغاية في «فن الإقناع»، وبالطبع فإن معرفة لغة الطرف الآخر ليست كافية، حيث تحتاج إلى إدراك لطرق التواصل معه، لتجنب الخوض في جدال ونقاش عقيم، وتجنب الأسلوب الهجومي، حيث إن الأشخاص المقنعين يميلون دائماً إلى طرح أفكارهم بثقة وحزم، بعيداً عن العدوانية، ولا يحاولون أبداً إثبات مواقفهم لإيمانهم بأن نوعية الأسلوب يكسبهم محبة الناس على المدى البعيد.
استخدام لغة الجسد الإيجابية، تعد واحدة من أهم قواعد هذا الفن، فالانتباه إلى الإيماءات وتعابير الوجه ونبرة الصوت ستجذب الطرف الآخر للفكرة، وتجعله أكثر انفتاحاً لها، وهنا يلعب الوضوح في القول دوراً مهماً، في تسهيله نقل الفكرة إلى الآخر بسرعة وتفسيرها بوضوح تام، في حين أن الصدق والصراحة تُمثل مفاتيح فعالة في الإقناع ومؤشراً مهماً على امتلاك الثقة بالنفس، والابتعاد عن التصنع الذي قد يبعد الناس عنك وتجاهلهم لكل ما تقوله.
مسار: ثقتك بنفسك واقتناعك بفكرتك من أهم مقومات وقواعد الإقناع.