قد تؤثر المعاناة في حياة كثير من الأشخاص سلباً، وقد يستطيع البعض أن يجعل منها شكلاً مميزاً للنجاح بفضل القدرات والأساليب المستخدمة في التعامل معها. كان للفنان تشاك كلوز جزئية لافتة في كتاب: كيف يعمل الإبداع ؟ الذي تطرق إلى إبداعات مشاهير عدة ، فقد تفوقت إرادته نحو الاستمرار بممارسة الفن التشكيلي على تحدي الشلل الذي أصيب به، حيث تمكّن من الإمساك بالفرشاة بين أسنانه في أول استجابة له للعلاج، وبعد اكتسابه قوة أكبر، ربطها في معصم يده، حتى يستطيع أن يمسكها بين ساعديه، ووصلت به الإرادة إلى ابتكار أسلوب جديد للرسم نال به شهرة أكبر وإنجازات عالمية.

عندما يجازي التحدي الإنجاز المميز لإنسان رفض الاستسلام للسقوط، لا بد أنه مر بمراحل صعبة أهلته لنيل هذه المكافأة.

في بداية الحرب مع المعاناة، يركز البعض على أهمية التنفيس في مكان أو مهارة أو عمل يمكنه من تفريغ الجانب السلبي داخله حتى يتسنى له التفكير بشكل أفضل.

في المرحلة التالية، هو يبحث عن الأساليب الفاعلة التي تساعده على الإنجاز، وهي مرحلة صعبة حيث إنه يحاول أن يجد الطرق الأمثل والأصح، وذلك إما بعد فشل أو بعد حدث سيئ حصل له.

مرحلة تحقيق التوازن من أجمل ما قد يعيشه إنسان مر بمعاناة أحدثت لديه خللاً في حياته، لأنه استطاع التعايش مع مفردات ثقيلة الوزن أهمها الألم، الإرادة، التفكير، الدراسة، الحذر، الجرأة، التجربة، التنفيذ. فالشعور الذي يغمر نفس شخص استطاع الخروج من نار السلبية إلى جنة الإيجابية شعور غالي الثمن حقاً وقد لا يقدر قيمته إلا من عانى بشدة. 

التخطي مرحلة اكتسبها الإنسان بقوة، بعد أن عبر على جسر مهزوز أسفله مستنقع رمى فيه أثناء سيره ما يحمل على عاتقه من أحزان، مرحلة جعلت من المعاناة ذكريات ودروساً وشعوراً يجب تخطيه والتعامل معه بهدوء. 

الإنجاز مرحلة مبهجة للنفس بالفعل لصاحب العلاقة في المقام الأول، إذا كان هدفه هو تحقيق عمل إيجابي لنفسه، فذلك يجعله يفكر في القادم واستمرارية تحقيق الإنجازات والعمل على تطوير مهاراته وتقوية الدافع الإيجابي في حياته.

قد نسترجع الأحداث السلبية فقط لوضع الخطوط الحمراء تحتها، لكن بكل تقبل وإدراك أنها الدروس التي تعلمنا منها صنع الإنجاز المبهج في حياتنا.