تحدثنا سابقاً عن العاهات في اللهجة المحلية والأمثال الشعبية وذكرنا بعضها، وسنتطرق اليوم إلى العاهات الحركية التي تشمل تعطل حركة الرجلين واليدين أو إحداهما، وأهمها:
شلل الأطفال: وهو مرض فيروسي معدٍّ، ويسمى المصاب به مجسح أو الجِسيحة أو الجسوحة (تنطق الجيم هنا ch) مأخوذ من الكساح وهو العجز عن المشي.
العَرَج: وهو عجز إحدى الرجلين عن المشي إلا بصعوبة نتيجة كسر أو التواء أو خلع الورك أثناء الولادة، ويطلق عليه في العامية العَرَي والجمع عِريان، والمرأة عَرْيا، وهو من باب إبدال الجيم ياء، كما يسمى أحياناً الأكرف ومؤنثه كرفا.
العَضَب: وهو شلل يصيب إحدى اليدين نتيجة إصابة تؤدي إلى قطع بعض الأوتار فيها فتُعاق اليدُ عن الحركة والإمساك بالأشياء، ويطلق على المصاب به أيضاً العضب والجمع عضبان والمؤنث عضباً. ومن أبيات الشاعر راشد الخضر:
(عن غَلْق بابي الايد عَضبا مفتوح بابي حق لحباب)
بَتر الكف اليمنى: ويحدث نتيجة إقامة القِصاص على السارق حسب الشريعة الإسلامية، ويطلق عليه اسم مَقصوص، وقد يفقد المرءُ ذراعه بأكملها بسبب إصابة عمل فيضطر الأطباء لقطعها، ويطلق عليه نفس المسمى.
وفي الواقع كانت تلك العاهات بالنسبة للمصابين بها ولذويهم أيضاً مصدر أذى نفسي لا شك فيه، فبعضهم وخاصة ذوي الإعاقة الذهنية كانوا عالة على أسرهم ولم يكن هناك ما يسمى بالضمان الاجتماعي لهذه الفئات قبل قيام الاتحاد المبارك، وبالإضافة إلى مشاعر القصور وعقدة النقص لدى هؤلاء المصابين نجد أن بعض الناس سيئي الخلُق وقليلي التهذيب لا يتورعون عن تعييرهم ونبزهم بالألقاب التي نهى عنها الدين الإسلامي بقوله تعالى: ((وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ)) وقد ظلت بعض تلك الألقاب، أو اللبوقة أو التعيورة، ملازمة لكثير من أولئك الأفراد وذرياتهم من بعدهم. ومن جانب آخر لم تعق تلك العاهات المبصرين والقادرين على الحركة منهم عن العمل الجاد في الأعمال المختلفة لمساعدة أنفسهم على كسب لقمة العيش.