يحرص المسلمُ على التعرف إلى الهدي النبوي الشريف في رمضان، وهذه كلماتٌ في ذلك، تبيِّنُ لنا جانباً من الأحوال النبوية في هذا الشهر المبارك:
1 - «كان صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلِّي، وكان فطره على رطبات إنْ وجدها؛ أو حسوات من ماء.
ويُذْكَرُ عنه أنه كان يقول عند فطره: (اللهمَّ لك صمتُ، وعلى رِزقك أفطرتُ، فتقبَّلْ منا إنك أنت السميع العليم). ورُوي عنه أيضاً أنه كان يقول: (اللهمَّ لك صمتُ، وعلى رِزقك أفطرتُ)؛ وروي كذلك: (ذهب الظَّمأ، وابتلَّت العروق، وثبت الأجرُ إن شاء الله تعالى).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قط صلَّى صلاة المغرب حتى يفطر، ولو على شربةٍ من ماء».
2 – وقال ابنُ القيم: «وكان مِنْ هَديه صلى الله عليه وسلم أنْ يدركه الفجر وهو جُنُبٌ مِنْ أهله، فيغتسل بعد الفجر ويصوم، وكان يقبِّلُ بعضَ أزواجه وهو صائم في رمضان».
3 - ويظهر أنه كان يتسحَّرُ - أحياناً - مع أصحابه: وروى البخاري عن زيد بن ثابت قال: «تسحَّرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة»، قال أنس: قلتُ: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: «قدر خمسين آية».
4 - وكان يبالغ في العبادة لا سيما في العشر الأواخر، فكان إذا دخل العشر شدَّ مئزرَه، وأحيا ليلَه، وأيقظ أهلَه.
5 - وكان يصلِّي في الليل وحده: روي أنَّه خرج ليلة من جوف الليل فصلَّى في المسجد، وصلَّى رجالٌ بصلاته، فأصبح الناس فتحدَّثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلَّى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدَّثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله فصُلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلمَّا قضى الفجرَ أقبل على الناس فتشهَّد ثم قال:
(أما بعدُ؛ فإنه لم يخفَ عليَّ مكانكم، ولكن خشيتُ أن تُفرض عليكم فتعجزوا عنها).
6 - وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يهيِّئ أصحابه لرمضان:
عن عبادة بن الصامت أنَّه صلى الله عليه وسلم قال يوماً وحضر رمضان: (أتاكم رمضانُ، شهر بركة، يغشاكم الله فيه؛ فيُنزلُ الرحمة، ويحطُّ الخطايا، ويستجيبُ فيه الدعاء، ينظرُ الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكتَه، فأروا الله مِنْ أنفسكم خيراً؛ فإن الشَّقي مَنْ حُرم فيه رحمة الله عزَّ وجلَّ).
7 - وكان من هديه الترغيب في تفطير الصائم، فعن سَلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ فَطَّر صائماً على طعام وشراب من حلال صلَّتْ عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان، وصلَّى عليه جبريلُ ليلة القدر).
8 - وكان يُرغِّبُ في الاعتمار في رمضان، ويُعلم أنَّ عمرة فيه تَعدلُ حجَّة معه.
*كبير باحثين في دائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري بدبي