كلما رأيت الحملات التي يشنها بعض الحاقدين المغرضين على دولة الإمارات، في بعض وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، تذكرت بيت أبي الطيب المتنبي الذي يقول:

«ومن العداوةِ ما ينالُك نفعُهُ         ومن الصداقةِ ما يضرُّ ويؤلِمُ».



فكلما اشتدت الحملة على السياحة في دولة الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، ازداد عدد السياح الذين يفدون إليها، وارتفع إشغال الفنادق، ونشطت حركة الطيران في مطارات الدولة، وتضاعف عدد الرحلات المحملة بأعداد كبيرة من المسافرين الوافدين إليها، الذين يطيب لهم المقام على أرضها، والتمتع بأجوائها وأسواقها وفنادقها، وبالمرافق والخدمات السياحية التي تضاهي مرافق وخدمات أشهر وأعرق الدول والمدن السياحية في العالم، بل تمتاز عنها بمراحل.



خلال الأسبوع الماضي قرأت أكثر من خبر يعكس المكانة السياحية التي تحتلها دولة الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، ليس في منطقتها الإقليمية فقط، وإنما على مستوى العالم، فقد حصد مطار دبي الدولي جائزة أفضل مطار في العالم، وجائزة أفضل مطار في الشرق الأوسط في النسخة 22 من حفل جوائز مجلة «بيزنس ترافيلر ميدل إيست».

الجائزتان جاءتا تأكيداً للمكانة الريادية التي يتمتع بها المطار باعتباره المطار الدولي الأول من حيث حركة المسافرين الدوليين للعام التاسع على التوالي. وفي الحفل نفسه تم تتويج طيران الإمارات بلقب «أفضل ناقلة جوية في العالم» للسنة العاشرة على التوالي، ونالت ثلاث جوائز في ثلاث فئات أخرى، هي «أفضل درجة أولى» و«أفضل درجة سياحية ممتازة» و«أفضل صالة درجة أولى».



وفي قطاع الفنادق أعلنت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي عن افتتاح 10 منشآت فندقية جديدة خلال الربع الأول من العام الجاري، فيما كشفت إحدى الشركات العقارية عن خططها لاستثمار ما يصل إلى 60 مليار درهم، وذلك من خلال إطلاق 50 فندقاً ومنتجعاً فاخراً، إلى جانب فندق من فئة سبعة نجوم في دبي. يُذكَر أن استراتيجية السياحة لدولة الإمارات 2031 تهدف إلى الاستفادة من الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والسعي إلى جذب أكثر من 100 مليار درهم من الاستثمارات الجديدة في قطاع السياحة.



هذه الإنجازات التي تحققها مطارات الدولة، وهذه الجوائز التي تحصدها هي وشركات النقل الجوي الإماراتية، وهذه الاستثمارات التي تجتذبها دولة الإمارات في قطاع الضيافة هي الرد العملي على حملات التشكيك التي يشنها عدد من الأفراد، الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، على قطاع السياحة الإماراتي الذي يحقق كل يوم تقدماً ونجاحاً جديداً، ويقدم مستوى من الصعب مجاراته، ناهيك عن منافسته والتفوق عليه.

حدث هذا قبل أن تعلن منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي انتهاء جائحة «كوفيد 19» المستجد، بعد أكثر من 3 سنوات، أودت خلالها الجائحة بأرواح 20 مليون شخص على الأقل، وأثارت الفوضى في حركة المطارات والسياحة والاقتصاد في كل أنحاء المعمورة، وكانت دولة الإمارات أول دولة يتعافى اقتصادها وقطاعها السياحي من آثارها، ويعودان أقوى مما كانا عليه قبلها.



وخلال الأسبوع الماضي أيضاً أكد خبراء وعاملون في قطاع العقارات أن التنافسية في دبي انتقلت إلى مستوى جديد، في وقت تحطم فيه الصفقات العقارية الأرقام القياسية، لتواصل عقارات الإمارة جاذبيتها، فتصدرت دبي مدن العالم في المؤشر الدولي للمساكن الفاخرة في عام 2023 للعام الثاني على التوالي، وفقاً لتقرير «الثروات 2023» الصادر عن «مؤسسة نايت فرانك العالمية للاستشارات العقارية».

الخبراء أرجعوا هذا التنامي في سوق العقار إلى الجاذبية الاستثمارية، وتوافر الأمن والأمان، قائلين إن شريحة كبيرة من المستثمرين الكبار تفضل أن تكون دبي وجهتهم الاستثمارية والسكنية، خاصة بعد تزايد الجرائم في بعض الدول الأوروبية، التي كانت تُعدّ المكان المفضل للاستثمار العقاري لدى المستثمرين الكبار وأصحاب الثروات الطائلة، وفقاً لما صرح به خبراء العقارات في تلك الدول نفسها. يؤكد هذا الإقبالُ الكبيرُ والازدحامُ الذي شهدته الفعاليات والمعارض التي أقيمت في دبي مؤخراً، الأمر الذي يعكس ثقة جميع الزائرين والمقيمين، ويؤكد أن أسواق دبي هي المحرك الرئيس، وأنها هي التي تقود اقتصاد المنطقة.



لهذا فإن الذين يحاولون تشويه سمعة الإمارات، وهم على أي حال قلة، لا ينال الإمارات من حملاتهم إلا النفع، لأن المدافعين عن الإمارات من غير أهلها وساكنيها هم الذين يتصدون للرد عليهم، ولأن الأرقام تنفي الشائعات التي يحاولون بثها، فأعداد الوافدين إلى الإمارات في تزايد مستمر، والخدمات التي يقدمها قطاع السياحة والضيافة فيها لا تضاهيها أي خدمات أخرى في أكثر دول العالم تقدماً.



حقّاً إن من العداوةِ ما ينالُك نفعُه، كما قال إمبراطور الشعراء، وأكثر شعراء العربية تنقلاً وسياحة في الأرض، قبل أكثر من 1000 عام.



* كاتب وإعلامي إماراتي