يُعرف الفلاسفة السعادة بأنها هي المعنى والغرض من الحياة، والهدف من الوجود الإنساني.
تختلف السعادة من شخص لآخر باختلاف نزعاتنا الإنسانية ومفهومنا عن السعادة. يعد النجاح في الحياة أحد أهم الأسباب التي تشعر الفرد بالسعادة.
المشكلة لا تكمن في الوصول للنجاح بقدر ما تكمن في تعلقنا بنجاحات الأمس والذي بدوره يعيقنا عن التطور وتكوين نجاحات جديدة. أحد أكبر الأخطاء التي قد نقع فيها هي ركوننا للنجاحات السابقة والفرضيات المتعلقة بها. من الجميل أن نتعلم من نجاحات الأمس ونستثمرها خصوصاً الدروس المستفادة، ولكن قد يكون التعلق بالنجاحات السابقة مساوياً لعدم الانتباه إلى نجاحات جديدة وسيطرة القديمة على عقولنا.
مما يعني إعاقة قدرة العقل على تخيل احتمالات جديدة من أجل تجلي نجاحات أكثر إبهاراً. من المهم مراجعة العادات التي أسهمت في نجاحاتنا السابقة والتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، ولكن هذا لا يعني بالضرورة بأنها ستوصلنا إلى النجاح غداً. غالباً جودة ما قدمناه بالأمس تتقادم مع الوقت فهي إما بحاجة إلى مراجعة أو التحديث لمواكبة المعطيات الجديدة. مراجعة المعطيات الجديدة يعني وجود معيقات جديدة والتي بلا شك بحاجة إلى عقلية وأدوات جديدة.
أحياناً معيقاتنا في تحقيق المزيد من النجاحات ليست خارجية، ولكن رؤيتنا غير المتجددة قد تكون المعيق الأول لتحقيق نجاحات معاصرة. الثقة الزائدة وتصور أننا لسنا بحاجة إلى تطوير مهاراتنا مع البقاء بعيداً عن المستجدات وعدم تبني مبدأ التغيير قد تكون من أكبر الخدع التي نوهم بها أنفسنا بأننا بخير وما زلنا ناجحين.
عدم تبني النقد البناء والحكم على كل نصيحة من الآخرين على أنها غيرة وحسد، هي المسمار الأخير في نعش النجاحات الجديدة. ماذا لو لم ننخدع بنجاحاتنا القديمة ولم نتعصب للعادات والفرضيات المرتبطة بها؟ ماذا لو لم نستند بشكل كلي إلى النجاحات السابقة وكنا أكثر استعداداً للترحيب بصناعة نجاحات جديدة من أجل مستقبل مشرق وسعيد؟