عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة «دبي 10X» في عام 2017، كان كمن يستشرف المستقبل من منظوره الخاص الواسع ورؤيته العميقة للتحديات التي سيجلبها هذا التطور العملاق في جميع شؤون الحياة على مستوى العالم .

«دبي 10X» ليست مجرد مبادرة أو رؤية تم إطلاقها لمواكبة المستقبل فقط، بل كانت من أجل التفوق على المستقبل. من هنا يمكن تفسير اسم المبادرة والتي تعني استباق العالم واستباق الأحداث المستقبلية بما يساوي خبرة وعلوم ومعرفة وجهود عشر سنوات كاملة.

خطط تنموية 

لم يسبق أحد على مستوى العالم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في هذه الرؤية أو التوجه، بدليل أننا نجد ما يعرف بالدول المتقدمة متخبطة في قراراتها وإجراءاتها وحتى في خططها التنموية، بينما وبحمد الله تعالى أصبحت الإمارات تتصدر المؤشرات العالمية في شتى المجالات.

صميم هدف هذه المبادرة الفريدة هو أن تكون دبي الأفضل على مستوى العالم، وهذا ليس، فقط، تحدياً من خلال الإنجاز فقط، بل تحدٍ يصل لحد الإعجاز. لأنه تحدٍ يهدف لإحداث تأثير إيجابي في حياة أفراد المجتمع بجميع أطيافه في دبي، ويمنح المقيم والمستثمر والمواطن والزائر فرصة التمتع بمزايا وبظروف بيئية وصحية وعملية واجتماعية لا نظير لها على مستوى العالم، وتصبح إجراءات تقديم الخدمات الحكومية في جميع المرافق للجميع بطرق مبتكرة وعملية ممتعة ومفيدة ونموذج عالمي للنجاح والتفوق والإبتكار.

تنسيق 

المبادرة تقوم أيضاً على التفاعل والتنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية في دبي، لتصبح العملية تكاملية وتخدم الهدف المنشود من خلال تبادل الخبرات والمهارات والموارد والعقول فيما بين تلك الجهات،  وتصبح المبادرة فيما بعد مبادرة مجتمعية مشتركة  تشمل جميع القطاعات الأساسية التي تمس جودة حياة الإنسان. 

وعلى سبيل المثال مشروع «عيون» أحد مشاريع «شرطة بلا أفراد» الذي طورته شرطة دبي عبر توظيف أنظمة المراقبة بالكاميرات ذات التقنيات الذكية ضمن منظومة أمنية متكاملة تحت إشراف شرطة دبي بالتعاون مع عدد من الشركاء في القطاع الخاص.

والأرقام المسجلة حتى الآن منذ تاريخ تدشين هذه المبادرة توضح أن السياق يتصاعد بوتيرة عالية من ناحية عدد المشاريع المبتكرة وعدد المشاركين في تلك المبادرات، التي نجحت نجاحاً تاماً وأسهمت في تحسين نوعية وتوقيت وفعالية الخدمات.

ومع كل ذلك النجاح مازالت دبي تتطلع للمزيد، من هنا كان اعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي للمنهجية الجديدة لتنفيذ المشاريع المستقبلية ضمن المبادرة. من خلال إحداث نقلة نوعية ليس فقط في إسلوب تقديم الخدمات فحسب بل وفي إيجاد فكر خدمي جديد في أذهان مقدمي الخدمات ومستقبليها.

المبادرة تؤكد أن دبي فعلاً في طريقها الصحيح للتربع على عرش المدن الأفضل في العالم ليس فقط من ناحية تطورها التقني والعلمي والعملي، ولكن لأنها المدينة الأفضل التي تعنى برفاهية الإنسان دون تمييز.