مع تعديل الصين، وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لسياستها الخاصة بمكافحة الجائحة، أصبح تعزيز التبادلات وتعميق التعاون متبادل المنفعة مع الصين تطلعاً مشتركاً لدى المجتمع الدولي، حتى ظهر «شغف بالصين» في منطقة الشرق الأوسط. لكن الضجيج الأخير الذي أثارته ما تسمى «إزالة المخاطر» مع الصين، يربك العالم حقاً.

دعونا نلقِ نظرة على هذه المجموعة من الحقائق: الصين هي أكبر شريك تجاري لما يقرب من ثلثي دول العالم. مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي تصل إلى 30 في المائة. أظهر تقرير البنك الدولي أنه بفضل بناء «الحزام والطريق»، ازدادت حصة الدول الناشئة والنامية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 3.6 نقاط مئوية في الفترة من عام 2012 إلى عام 2021، ومن عام 2015 إلى عام 2030، من المفترض أن يتم انتشال 7.6 ملايين شخص حول العالم من الفقر المدقع وأن يخرج 32 مليون شخص من الفقر المعتدل.

 

وبلغ إجمالي قيمة الصفقات المبدئية في الدورات الخمس من معرض الصين الدولي للاستيراد أكثر من 340 مليار دولار أمريكي، وما إلى ذلك. ولطالما آمنت بكين أن تنميتها الصين لا يمكن فصلها عن العالم، وأن التعاون المربح للجانبين هو الطريق الصالح، مع كون البشرية مجتمعاً ذا مستقبل مشترك يعتمد بعضها على بعض. اسمحوا لي أن أسأل، إن كانت «إزالة المخاطر» مع الصين بهذا الشكل هي إزالة المخاطر أم إزالة الفرص.

لكن، عالم اليوم ليس سلمياً، إذ إن عقلية الحرب الباردة للعبة «محصلتها صفر» للقرن الماضي لا تزال تتجول في العالم، وتتشابك وتتزامن أزمات التضخم والطاقة والغذاء والحرب الأوكرانية وغيرها من المخاطر، ما يجلب قدراً كبيراً من عدم اليقين لمستقبل ومصير العالم.

كدولة رئيسية مسؤولة، تعمل الصين على إزالة المخاطر للعالم. سواء كان خلال الأزمة المالية الآسيوية في عام 1997 أو في الأزمة المالية الدولية في عام 2008، مدت الحكومة الصينية بشكل حاسم يد العون للمصالح المشتركة لكثير من البلدان لحل الأزمات. وخلال تفشي جائحة كوفيد-19، قدمت الصين المساعدات اللقاحية لأكثر من 140 دولة حول العالم. وقدمت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية وغيرها من المبادرات الصينية حلولاً للتحديات الدولية. مع جهود الوساطة الصينية، شهدت منطقة الشرق الأوسط موجة مصالحات.

في مواجهة الأزمة الأوكرانية، عملت الصين على تعزيز الحوار والسلام وأرسلت مبعوثاً خاصاً إلى مختلف البلدان للتوسط بنشاط. كما أن الصين هي أيضاً أكبر مساهم بقوات في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة.

إن استقامة الصين وفرت أكبر قدر من اليقين في عالم اليوم المضطرب. لطالما كانت الصين من بناة السلام العالمي، ومساهماً في التنمية العالمية، ومدافعاً عن النظام الدولي، وستفعل الصين ما تقوله، وقد شاهد العالم ذلك.

إن عمل الدول المختلفة والصين على تطوير التعاون متبادل المنفعة وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يداً بيد، يمثل اتجاهاً تاريخياً لا يمكن وقفه. إن أولئك الذين يعملون على «إزالة المخاطر» مع الصين لن يرفعوا الحجر إلا ليسقطوه على أقدامهم في النهاية.

 

* القنصل العام الصيني في دبي