تتجه دول مجلس التعاون الخليجي الى زيادة نسبة الطاقة المتجددة من خلال الناتج الإجمالي للطاقة لديها لتقليل الاعتماد الاقتصادي على الوقود الأحفوري. لذلك نجد ان الخطط الاستراتيجية في دول مجلس التعاون الخليجي مرنه للغاية في تبني تقنيات الطاقة المتجددة المطورة حديثًا والفعالة والقابلة للتطبيق لتحقيق أهدافها الفردية لتنفيذ الطاقة المتجددة من خلال التكامل متعدد القطاعات (مثل توليد الكهرباء ، أو النقل العام ، أو الصناعة كثيفة الطاقة ، أو المباني الخضراء).
تستهلك دول مجلس التعاون الخليجي 6260 ميجاوات من الطاقة للفرد سنويًا ، وهو أعلى استهلاك عالميًا ، ويرجع ذلك أساسًا إلى ازدياد الكثافة السكانية لديها والأنشطة الصناعية والاستثمارية المرتفعة و مصادر الطاقة الرئيسية التي تعتمد عليها هي النفط الخام والغاز الطبيعي وفي نفس الوقت تعتبر الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة في الدول التي تنعم ببزوغ الشمس أغلب فترات النهار على الأقل، وتعتبر دول الخليج العربي أهم الأطراف التي تعتمد على هذا النوع من مصادر الطاقة، وتبحث عن كل ما هو جديد بهذا المجال. وناقشت العديد من الدراسات وبيوت الخبرة الدولية تطوير تقنيات الطاقة المتجددة كجزء أساسي من الحل لتحسين الوصول إلى بيئة خالية من التلوث الكربوني لذلك سوف تشهد الطاقة المتجددة ارتفاعًا بنسبة 45٪ على مستوى العالم بحلول عام 2040 لمواكبة الجهود العالمية لإبطاء انبعاثات الكربون. ولكن حاليًا، يتم توليد 0.6٪ فقط من إجمالي توليد الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي باستخدام الطاقة المتجددة وفقًا لتقرير IRENA لعام 2019.
بدأت دول مجلس التعاون الخليجي في الاستثمار بكثافة في تقنيات الطاقة المتجددة المتقدمة حيث أدركت الآثار البيئية لتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية، تم تنفيذ العديد من المشاريع الهامة في المنطقة تماشيا مع التحول العالمي إلى مصادر الطاقة المتجددة ، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتأسيس وتطوير مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بسعة حوالي 1288 ميجاوات في عام 2017 ، وأكملت المملكة العربية السعودية في عام 2019 مشروع سكاكا لتوليد 100 ميجاوات من الطاقة الشمسية و بلغ نمو قدرة الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون الخليجي من 2014 إلى 2018 657 ميجاوات وسجلت الإمارات أعلى معدل نمو بنسبة 69٪ ، و لا تزال الطاقة الشمسية هي المصدر المهيمن لتوليد الطاقة المتجددة (93.9٪ من إجمالي الطاقة المتجددة المنتجة وفقًا للتقارير المعلن عنها في عام 2018).
وتساهم مصادر طاقة الرياح والطاقة الشمسية حاليًا في 90٪ من استثمارات الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون الخليجي ، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى إمكاناتها العالية والتطورات الحديثة في التقنيات التي جعلتها أبسط وأقل تكلفة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي ، فإن النوع الأكثر تفضيلاً من الطاقة المتجددة هو الطاقة الشمسية ، حيث تبلغ القدرة الحالية 2726 ميجاوات و من المتوقع أن تصل قدرة الطاقة الشمسية إلى 65490 ميجاوات بحلول عام 2030 ، مقارنةً بالقدرة الأمريكية المتوقعة التي تبلغ 220 ألف ميجاوات في العام نفسه حسب التقارير الدولية .
تتبني دول الخليج حاليا الخطط الاستراتيجية المتوسط والطويلة للاعتماد جزئيا على الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون الخليجي عن طريق وضع سياسات وأنظمة استخدام مصادر الطاقة المتجددة سواء في الصناعات او المباني الخضراء، لذلك نجد ها تتخذ خطوات إستراتيجية مختلفة لدمج الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة التقليدي لديها والاستثمار فيها وذلك من أجل عالم آمن وقوي صحياً وبيئياً واقتصادياً، كان التوجه نحو الطاقة المتجددة والمستدامة ضرورة ملحة لدولنا لمواكبة التطور العالمي.