للجسد البشري لغة خاصة، تختلف عن اللغات التي ننطق بها، وهي تتميز بقدرتها على الكشف عن كل ما يشغل عقولنا، وما نحمله في أنفسنا من أسرار عميقة ودقيقة، حيث لكل إشارة أو إيماءة معناها ودلالاتها الخاصة، وقد تختلف من شخص لآخر، وبعضها مرتبط بالرائحة والتلميحات المرئية، التي يمكن من خلالها فهم الطرف الآخر، حيث يجزم الخبراء أن الناس عموماً يرسلون 70% من رسائلهم بصورة غير لفظية، وقد يرى البعض أن ذلك ينتقص من قوة اللغة المنطوقة، ولكنه في المقابل لا ينقص من أهمية لغة الجسد، التي أصبحت تتمتع بقيمة عالية في إدارة الأعمال، فمن خلالها يمكن قراءة الآخرين، وفهم رسائلهم بوضوح، وتحسين الأداء في العمل، ورفع القدرة على التفاوض مع الآخرين، كون كل حركة في الجسم مثل: طريقة المشي والجلوس، وحركات اليد وانحناء الرأس، وحركة العيون وغيرها، تحمل إشارة معينة، تعبر عن الشعور، الذي يسكن الطرف الآخر.
ولاكتشاف أهمية لغة الجسد وتأثيراتها، بوصفها من مكونات التواصل البشري الفعال، فقد بينت دراسة قامت بها إحدى جامعات كاليفورنيا أن «7% من التواصل البشري يقتصر فقط على الكلمات، بينما 55% منه يعتمد على لغة الجسد، وما تضمه من حركات وإيحاءات، و38% تعتمد على نبرة الصوت والوقفات المستخدمة».
تلك الأرقام تبدو مثيرة للالتفات، كونها تبرز حجم أهمية الإشارات الحسية والحركات المختلفة، التي يصدرها الجسد، ويمكن اكتشافها كلما تعمقنا أكثر في قراءته، وقمنا بفكفكة رموزه.
للغة الجسد فوائد كثيرة، فمن خلالها يمكن فهم الطرف الآخر، وتوقع ردود أفعاله، وكيفية إيصال الرسائل المطلوبة له، وعملية تطوير النقاشات معه، وبناء جسور تواصل فعالة قادرة على تجاوز الثقافات، وتعقيدات اللغات المختلفة، وعبرها يمكن معرفة مدى فهم الطرف الآخر للحوار، وتأثير الحديث عليه، واكتشاف قدراته وغيرها.
مسار:
في التواصل البشري تعتبر الانطباعات الأولية حاسمة وهي تتأثر بقوة بلغة الجسد