في ستينيات القرن الماضي وأثناء تواجد رواد الفضاء على متن المركبة الفضائية الشهيرة أبولو- 8 وهم يحلقون حول القمر وفي المهمة الرسمية لالتقاط صور من الفضاء، انجرفت المركبة من وراء القمر مما سنح لهم برؤية الأرض بشكل أفضل.

أسرع أحد رواد الفضاء الفطنين في التقاط صورة لهذا المشهد البديع من هذا البعد الفضائي ومن تلك الزاوية بالتحديد. أهدت تلك الصورة للبشرية هدية عظيمة وهي فرصة رؤية الكرة الأرضية من وراء سطح القمر.

كانت رؤية البشر للأرض قبل ذلك الحدث تعتمد على جغرافيا الخرائط، ولكن الصورة الملتقطة من الفضاء، أظهرت لنا جمال كوكب الأرض بألوانه الأساسية الأزرق، والأخضر والبني المغطى ببياض السحب. لذلك يعتقد الكثيرون أن لحظة التقاط صورة الكرة الأرضية «نقطة تحول» في تاريخ الإنسانية، لأنها غيرت كيف ننظر إلى كوكبنا الجميل من الفضاء.

قد تكون فكرة التقاط صورة شيء بسيط جداً خصوصاً في زماننا هذا، وفي ظل وجود الكاميرات الدقيقة وسهولة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن التقاط صورة من الفضاء في ذلك الزمن ومن زاوية لم يصل إليها أحد، بالإضافة إلى أهمية هذه الصورة إلى مليارات من البشر، خلدها التاريخ كلحظة حاسمة.

لحظة التقاط صورة كوكب الأرض من المركبة الفضائية أبولو لم تكن جوهرية لرواد وعلوم الفضاء فحسب، بل كانت أساسية لكل من كان يعيش في تلك الحقبة وحتى يومنا هذا وستظل مهمة ما دام هناك بشر يتنفسون على سطح الأرض.

هناك الكثير من اللحظات الحاسمة التي قد نمر بها والتي يجب أن نأخذ فيها قرارات سريعة والتي قد تكون نقطة تحول لنا على المستوى الشخصي أو في حياة الآخرين حولنا.

ماذا لو كنا أكثر انتباهاً للفرص وخلقنا المزيد من نقاط التحول واللحظات الفارقة في محيطنا؟ ماذا لو تدربنا على مهارات اتخاذ القرارات السريعة لاقتناص الفرص وللمساهمة في تغيير مسار التاريخ بشكل إيجابي وأفضل وفي اللحظات المناسبة؟