تعد تقنية الكم، وما يندرج تحتها من حاسبات كمومية «وهي آلات قادرة على معالجة المعلومات المتقدمة وعالية السرعة» أحدث وأخطر تطور في عالم التقنية.

فقد نشرت شركة «أتلانتيك كوانتوم»، وهي شركة ناشئة تعمل في مجال بناء أجهزة الكمبيوتر الكمومية، بحثاً جديداً يظهر أن بنية الدوائر التي يقوم عليها الكمبيوتر الكمي تنتج أخطاء أقل بكثير من معيار الصناعة المستخدم في أجهزة الكمبيوتر الكمومية التي تم إنشاؤها بواسطة شركات مثل «غوغل» و«آي بي إم».

وعلى الرغم من أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية لا تزال بعيدة عن تطبيقات العالم الحقيقي، إلا أنه يمكن استخدامها لحل بعض المشكلات المعقدة بشكل أسرع وأفضل من أجهزة الكمبيوتر التي نستخدمها اليوم: بدءاً من اكتشاف الأدوية المتقدمة إلى بناء بطاريات أخف إلى كسر بروتوكولات التشفير.

كما أن لديها إمكانية التطبيق في مجالات مثل التنبؤ بالطقس والتنبؤ بالتغيرات في سوق الأوراق المالية. لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بعد التغلب على بعض العوائق الرئيسية في مجال الأجهزة، كما يقول بارات كانان، الرئيس التنفيذي لشركة أتلانتيك كوانتوم، الذي شارك في تأسيس الشركة الناشئة من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» العام الماضي وجمع 9 ملايين دولار من التمويل الأولي.

أحد المكونات الرئيسية التي يقوم عليها الكمبيوتر الكمي هو «الكيوبت»، وهو دائرة من الألومنيوم فائقة التوصيل أو «مفتاح كهربائي» مبني على رقائق السيليكون التي تشفّر المعلومات. لكن العلماء يكافحون من أجل بناء «كيوبت يمكن توسيعه إلى النقطة التي يصبح فيها أفضل من الحوسبة التقليدية. ويقول كانان إن هدف «أتلانتيك كوانتوم» هو معالجة ذلك الأمر، وهو يقترب ببطء.

فيما يتعلق بالكم، وكما تعلمون، فالمسألة ليست حقاً ما إذا كانت أجهزة الكمبيوتر الكمومية ستكون قادرة على القيام بذلك، إنها مسألة متى، وهذا ما يتعين علينا القيام به. نحتاج فقط إلى التأكد من أن الموعد النهائي لن يكون بعد 50 عامًا من الآن.

لقد حققت الهندسة التكنولوجية التي ابتكرتها الشركة الناشئة دقة تصل إلى 99.9 % لدائرة ثنائية الكيوبت. لكن في نهاية المطاف، ستكون هناك حاجة إلى عدة ملايين للعمل جنبًا إلى جنب لتحقيق سرعات أسرع من أجهزة الكمبيوتر التقليدية. لإعطاء فكرة عن مكان وجود الصناعة، فإن الكمبيوتر الكمي الذي يحتوي على أكبر عدد من «الكيوبتات» التي تم بناؤها حتى الآن، بواسطة «آي بي إم»، لديه 433 فقط.

لكن المؤسس المشارك والباحث الرئيسي ليون دينغ يقول إن نتائج بحثه ملحوظة لأنها تقدم بنية «الكيوبت» التي تعد أول بديل رئيسي للدوائر القياسية المستخدمة منذ عام 2007. بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض معدلات الخطأ يمكن أن يجعل أجهزة الكمبيوتر الكمومية أقل تعقيدًا وتتطلب أعدادًا أقل من البيانات.