تعول البشرية على مؤتمر الأطراف «COP 28» المزمع انعقاده في دبي خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، حيث تتطلع إلى وضع آليات عملية وأسس جادة للعمل الدولي في التصدي لقضية بات تصنيفها كأكبر خطر يهدد البشرية.
نعم... هذا ليس مجرد كلام مرسل ولا من قبيل المبالغة كما أنه حتى ليس مجرد رأي شخصي، بل هو خلاصة تقرير دولي صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان «مخاطر العالمية»، جاء فيه أن التغير المناخي يشكل خطراً على البشرية أكبر من خطر أسلحة الدمار الشامل.
فصيحات التحذير التي تطلقها المنظمات الدولية والمؤسسات المختصة وآلاف العلماء والمختصين باتت حاضرة وبقوة في شتى وسائل الإعلام، لكن ثمة نقاط جوهرية نود التأكيد عليها بعد دراسة متأنية لهذه القضية.
أولاً، أنها لا تخص مجتمعاً بعينه ولا منطقة بذاتها، فجميع الكائنات الحية تتأثر بشدة ومستقبلها مرهون بطبيعة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وتأثيراتها.
ثانياً، باتت مظاهر التغيرات المناخية وآثارها تحاصرنا من تقلبات جوية وارتفاع درجات الحرارة والفيضانات والسيول وجفاف الأنهار، فضلاً عما تخلفه من دمار كما حدث أخيراً على سبيل المثال فيما يسمى بـ«إعصار دانيال» الذي قذف بمناطق كاملة من مدينة درنة شرق ليبيا إلى البحر، وأصبحت أحياء كاملة في لحظة أثراً بعد عين. فلم يعد مقبولاً أن نتجاهل هذه القضية بعد اليوم. وإذا كان لدينا رغبة حقيقية في النجاة من مصير صعب ومؤلم فإننا مطالبون بتلافي الأخطاء والتحرك بسرعة أكبر.
ثالثاً، وفقاً لإجماع العديد من المصادر العلمية الدولية فإن أزمة التغيرات المناخية ارتبطت بعصر الثورة الصناعية قبل نحو 150 عاماً، لكن البشرية لم تنتبه لخطورتها إلا قبل سنوات قليلة وبالتحديد منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وحتى هذه اللحظة لم نتحرك بالجدية المطلوبة ولم نتخذ بعد الخطوات التي من شأنها تحقيق انفراجة من المخاطر التي باتت تداهمنا اليوم في مختلف أصقاع المعمورة.
وعلى ضوء ما تقدم يبقى الأمل في أن يتوافق الزعماء والرؤساء خلال «COP 28» على عقد اجتماعي جديد يضع حداً للمشكلات المزمنة التي نعانيها، والتي باتت تهدد مستقبل الحياة على سطح كوكب الأرض.