في زمن تشققت فيه أفق الطموح، وتبددت فيه معاني الوحدة والتقدم في الكثير من الدول، نتقدم بكل فخر وثقة بدولة، يراودها الهدف الراسخ للتقدم المستدام، وبناء جسور تواصلية، تقوي تلاحم أفرادها، وترسيخ التنمية المتوازنة، وماهي إلا النهج، الذي رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليكون إرشاداً ومثلاً يحتذى به في مسيرة نحو الإنجازات والتفوق.

تعتبر دولة الإمارات واحدة من أبرز النماذج الناجحة للتنمية والتقدم في العالم العربي، وهي نتاج للإرث من الإرادة والتوجيهات من الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وقائدها الحكيم، تميزت الأساليب التوجيهية، التي نهجها في تأسيس الدولة بالحكمة والرؤية الطويلة الأمد، حيث جسدت مبادئها الاستقرار والتنمية المستدامة، وتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

تميز نهج الشيخ زايد بالتوجيه نحو الوحدة، والتكامل بين الإمارات، وقد أظهر حكمة استثنائية في توجيه الجهود نحو تحقيق الوحدة الوطنية،ودعمها بمبادئ العدالة والمساواة، ما ساعد في ترسيخ أواصر التكامل والتعاون بين مكونات الدولة. وبات ذلك واضحاً للعيان كما يفسره بقوله: «عندما تحدثنا عن الاتحاد في البداية فالكل كان لا يتوقع ما حققه من منجزات حالية ظاهرة أمام الجميع، والكل ما كان يتوقع أن يصل الاتحاد إلى ما وصل إليه الآن، ولكن من محبة الله لعباده جمع الشمل، وقد حقق لنا سبحانه وتعالى ذلك، وعندما عرف كل مواطن ما أثمر عنه الاتحاد فإن الأمل كبير في أن يكون هذا الاتحاد وحدة، لأن حلاوة الاتحاد وقوة الاتحاد أصبح لهما مذاق، يلمسه كل إنسان، ويراه بالعين كل كبير، وكل صغير».

تنمية 

اتسمت سياسة الشيخ زايد بالتوجيه نحو التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين القطاعات الاقتصادية، وركز، طيب الله ثراه، على تنويع اقتصاد الدولة، وتطوير قطاعاته المختلفة، مما أسهم في بناء اقتصاد قوي ومستقر ومتجدد، يعتمد على الثروات المتنوعة، كما بين في قوله: «إن كلاً منا حين يعمل من أجل وطنه إنما يعمل لتحقيق هدفين: الهدف الأول هو أن يحظى برضا ربه وخالقه قبل كل شيء، والهدف الثاني هو أن يحظى بثمرة عمله، وإذا أخلص كل منا في عمله فإن هذا العمل سوف يبقى مخلداً على مر السنين أمام الأجيال القادمة».

اعتمدت تطلعات الشيخ زايد على التوجيه نحو تطوير التعليم والثقافة، وركز على أهمية الاستثمار في التعليم وتطوير القطاع الثقافي، وذلك لبناء جيل مثقف ومؤهل يسهم في بناء مستقبل مشرق للدولة، جاهز للتعامل مع جميع التحديات، ويعبر عن ذلك بالقول: «إننا نوفر التعليم للشباب هنا، وفي الخارج، ونحن نوفر لهم المصانع لاكتساب الخبرة والتدريب، وإعطاء فرص متساوية أمامه للعمل، وكسب العيش، وما هذه المشروعات إلا الاحتياط الطبيعي بعد نفاد البترول؛ ففيها نقيم ما نواجه به المستقبل».

وقال: «يعلم الله أنني أعامل شعبي كما أعامل أبنائي، وما أفكر فيه لأبنائي أفكر فيه لشعبي»، وقولته الشهيرة هذه، التي شهدنا فاعليتها جميعاً على أرض الواقع، وجسدت التوجيه نحو الرعاية والتنمية الاجتماعية، الذي تبناه الشيخ زايد. لقد حرص الشيخ زايد على تحسين مستوى المعيشة، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، مما أدى إلى تعزيز التوازن الاجتماعي، ورفع مستوى رفاهية المجتمع. 

تعاون 

تركزت سياسة الشيخ زايد على التوجيه نحو تعزيز العلاقات الخارجية، وبناء الشراكات الاستراتيجية، وكان يؤمن بأهمية التعاون الدولي والتبادل الثقافي، ما أدى إلى تعزيز مكانة الإمارات على الساحة الدولية، وتعزيز صورتها دولة متقدمة ومتطورة، وهو يؤكد بقوله: «إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تستهدف نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر الصداقة، والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية».

كانت أساليب التوجيه والإرشاد، التي نهجها الشيخ زايد عند تأسيسه للدولة تتميز بالحكمة والرؤية الطويلة الأمد، وقد أسهمت هذه الأساليب في بناء دولة قوية ومزدهرة تعتبر نموذجاً للتقدم والاستقرار في المنطقة، ونموذجاً يحتذى به.